276

Tafsir Bayan Sacada

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

Noocyada

{ يا أيها الذين آمنوا } اى اسلموا فان الحكم الآتى من احكام الاسلام { شهادة بينكم } من حيث التحمل { إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان } اى شهادة اثنين { ذوا عدل منكم } ايها المسلمون { أو آخران من غيركم } من اهل الكتاب { إن أنتم ضربتم في الأرض } سافرتم { فأصابتكم مصيبة الموت } قاربكم الاجل ولم تجدوا منكم من يتحمل الشهادة { تحبسونهما } وقت الاداء اى تقفونهما { من بعد الصلاة } لتغليظ اليمين بشرف الوقت ولخوفهما من الافتضاح بين الناس ان حرفوا لاجتماع الناس حين الصلوة { فيقسمان بالله } اى الاخران من غيركم وذلك الحبس والحلف { إن ارتبتم } والا فلا، وهو جملة معترضة بين القسم والمقسم عليه ويجوز ان تكون من قول الحالفين ومن قبيل ترادف القسم والشرط وان يكون الجواب للقسم لتقدمه ولذلك لم يجزم { لا نشتري به ثمنا } عرضا من الدنيا { ولو كان } المقسم له { ذا قربى } لنا { ولا نكتم شهادة الله إنآ إذا لمن الآثمين فإن عثر } اى اطلع { على أنهما } اى الشاهدين من غيركم { استحقآ } استوجبا { إثما } بتحريف وخيانة { فآخران يقومان مقامهما } بامر الورثة الذين هم المشهود عليهم وقوله تعالى { من الذين استحق عليهم الأوليان } بيان لهذا المعنى اى من جانب الذين جنى باستحقاق الاثم عليهم الاحقان بالشهادة لكونهما اول من شهدا { فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينآ إنا إذا لمن الظالمين ذلك } التحليف الغليظ وقت احتمال الافتضاح باقامة آخرين مقامهما { أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجههآ أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم } اى ترجع ايمان على شهود الورثة وتقبل ايمان شهود الورثة وتكذب ايمانهم فيفتضحوا بتكذيب ايمانهم، ونسبة الخيانة اليهم وجمع الضمائر ليعم الشهود وقد ذكر فى تفسير الآية ونزولها اخبار فى الصافى وغيره { واتقوا الله } ايها الشهود فى تحريف الشهادة والمشهود عيلهم فى ردها بلا خيانة { واسمعوا } ما توعظون به سمع اجابة وقبول { والله لا يهدي القوم الفاسقين } الخارجين من امر الله.

[5.109]

{ يوم يجمع الله الرسل } ظرف لقوله لا يهدى اولا ذكر او ذكر مقدر او المقصود التعريض بمن لم يجب محمدا (ص) فى ولاية امير المؤمنين (ع) { فيقول ماذآ أجبتم } فى دعوتكم العامة او فى دعوتكم الخاصة الى خلفائكم وفسرت فى الخبر به، فعن الباقر (ع) ان لهذا تأويلا يقول: ماذا اجبتم فى اوصيائكم الذين خلفتموهم على اممكم فيقولون لا علم لنا بما فعلوا من بعدنا وقوله تعالى { قالوا لا علم لنآ إنك أنت علام الغيوب } يشير الى هذا لان نفى العلم بعد رحلتهم صحيح وفى زمان حيوتهم علموا من اجاب ومن لم يجب وكيف اجابوا.

[5.110-112]

{ إذ قال الله } اذكر او ذكر او هو بدل من يوم يجمع الله { يعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا } يعنى فى جميع احوالك { وإذ علمتك الكتاب } اى النبوة { والحكمة } اى الولاية { والتوراة والإنجيل } صورتى النبوة { وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرىء الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني } تكرار باذنى لرفع توهم الآلهة فان ذلك ليس الا من جهة الآلهية { وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين وإذ أوحيت } وحى الهام لا وحى ارسال { إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون إذ قال الحواريون } لما كان المقصود تنبيه الامة على ما لا ينبغى لهم من مطالبة الآيات من الرسول (ص) او من امير المؤمنين (ع) وكان ما ذكر سابقا من نعم عيسى (ع) توطئة لهذا المقصد واشارة الى انهم محض هوى النفس سألوا المائدة والا كان فيما انعم الله به على عيسى (ع) غنية عن غيرها من الآيات غير الاسلوب واتى به من غير عطف حتى لا يتوهم انه كسابقه من النعم وقد سألوا رسول الله (ص) الآيات وبعد ما أتاهم بها كفروا وسألوا عليا (ع) وكفروا بها بعد الاتيان بها كما فى التواريخ والاخبار { يعيسى ابن مريم هل يستطيع ربك } كأن السؤال كان قبل ان يعرفوا معرفة تامة او المقصود الاستطاعة المطابقة للحكمة وقرئ هل تستطيع بالخطاب اى هل تستطيع سؤال ربك { أن ينزل علينا مآئدة من السمآء } المائدة الخوان عليه الطعام من ماد اذا تحرك او من مادة اذا اعطاه { قال اتقوا الله } من الاقتراح على الله { إن كنتم مؤمنين } به وبقدرته.

[5.113]

{ قالوا نريد أن نأكل منها } تمهيد عذر للسؤال { وتطمئن قلوبنا } لا كطلب ابراهيم (ع) اطمينان القلب بقرينة { ونعلم أن قد صدقتنا } فى ادعاء النبوة من قادر بليغ القدرة او كان مرادهم الاطمينان بالشهود مثل ابراهيم (ع) بعد اليقين العلمى ويكون المقصود من قوله ونعلم ان قد صدقتنا العلم الشهودى { ونكون عليها من الشاهدين } للغياب منا او من الحاضرين للاكل.

[5.114]

{ قال عيسى ابن مريم اللهم ربنآ } تكرار النداء حين الدعاء وظيفة الدعاة { أنزل علينا مآئدة من السمآء تكون لنا عيدا } اى يكون يوم نزولها يوم عيد، او تكون لنا سرورا لان السرور يعود وقتا بعد وقت { لأولنا وآخرنا } بدل تفصيلى يعنى للحاضرين ولمن لم يأت الى يوم القيامة او لجميعنا { وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين } من وسائط الرزق من افراد الانسان ومن الاسباب العلوية والارضية ومن القوى النباتية التى هى اقرب الوسائط للرزق الصورى ومن افراد الانسان من الاعداء والاحباب الذين كانوا اسباب كمال للعباد بالقهر واللطف ومن معلمى الحرف والصناعات ومن مكملى النفوس بالتعليم الحقيقى الروحانى ومن المدارك الظاهرة والباطنة الحيوانية والانسانية للرزق الحقيقى الروحانى.

[5.115]

Bog aan la aqoon