من فوائد الآيتين الكريمتين:
الفَائِدةُ الأُولَى: إثباتُ رَحْمةِ اللَّهِ وحِكْمتِهِ بإرسالِ الرُّسلِ، أما الرَّحمة فظاهِرَةٌ؛ لأنه لا يمكِنُ للعبادِ أن ينتَفِعُوا بعقولهم في التَّعَبُّدِ للَّه ﷾، ولهذا يقولُ العلماءُ: العباداتُ توقِيفِيَّةٌ، وأما الحِكمةُ فلئَلَّا يكونَ للنَّاسِ على اللَّهِ حُجَّةٌ بعدَ الرُّسُلِ.
الفَائِدةُ الثَّانِية: أن النبيَّ غالِبًا يكونُ من قومِهِ، وجه ذلك: لأنَّ الأنبِياءَ الذين ذُكروا في القرآنِ كان التَّعْبِيرُ القُرآنِيُّ عنهم بقولِهِ: ﴿أَخَاهُمْ﴾، والمرادُ أُخُوَّةُ النَّسَبِ لا الأخوةَ الإيمانِيَّةَ.
الفَائِدةُ الثَّالِثة: أن الرسولَ ينْبَغِي أن يكونَ مَعروفًا بينَ قومِهِ لأجلِ أن يُسَاعِدُوه ويُعِينُوه ولا يُكَذِّبُوه.
الفَائِدةُ الرَّابِعة: وجوبُ العِبادَةِ لقولِهِ: ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ﴾.
الفَائِدةُ الخامِسة: وجوبُ الاستِعدادِ لليومِ الآخِرِ، لقولِهِ ﷿: ﴿وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ﴾.
الفَائِدةُ السَّادسَة: إثباتُ اليومِ الآخِرِ.
الفَائِدةُ السَّابِعة: تحريمُ الإفسادِ في الأرضِ؛ لقولِهِ ﷾: ﴿وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾، والأصلُ في النَّهْي التَّحْرِيمُ.
الفَائِدةُ الثَّامِنة: أن الشرائعَ تجْمَعُ بينَ الأمَرْينِ الإيجَابِيِّ والسَّلْبِيِّ: الإيجابيُّ بالأوامرِ والسلبِيُّ بالنَّواهِي، يعني أن الشرائعَ أفْعالٌ وتُرُوكٌ ولا يُصْلِحُ العباد إلا هذا؛ لأن الإنسانَ قد تنَاسِبُه الأوامرُ ولا تنَاسِبُه النَّواهِي، وقد يكون العَكْسُ، فجمعَ اللَّه ﷾ في شرائعِهِ بينَ الأمرِ والنَّهْي.