236

ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر

[البقرة:8] رؤساء اليهود وأحبارهم، الذين عاندوا الحق وأنكروا الآيات وجحدوها، وكانوا يخادعون الله ورسوله، وهؤلاء أسوأ حالا وأردأ مآلا من المشركين، وسنزيدك ايضاحا إنشاء الله.

فصل

[الأقوال في حدوث كلامه تعالى]

احتجت المعتزلة على حدوث كلامه تعالى - سواء كان ألفاظا بهذه الحروف والأصوات أو شيئا آخر - بالإخبارات الواقعة في القرآن بصيغة الماضي، الدالة على تقدم الواقعة المخبر عنها بهذه الصيغة عليه، اذ القديم لا يكون مسبوقا بغيره.

وأجابت الأشاعرة عنه بما هو المشهور عنهم بأن التجدد والمضي والانقضاء وغيرها، كلها صفة تعلق الكلام، وحدوث التعلق لا يوجب حدوث الشيء المتعلق، نظيره في صفة العلم، أن الله تعالى كان في الأزل عالما بأن العالم سيوجد، فلما أوجده انقلب العلم بأنه سيوجد في المستقبل علما بأنه قد وجد في الماضي. ولم يلزم حدوث علم الله، فكذا ها هنا بأن يقال أخبر الله تعالى في الأزل بأنهم سيكفرون فلما وجد كفرهم صار ذلك خبرا عن أنهم قد كفروا ولم يلزم حدوث.

وكلمات الفريقين في هذه المسألة كثيرة مما لا طائل تحتها، ولا يزيد الخوض فيها إلا بعدا عن الحق وقساوة في القلب، والصواب الرجوع عنها الى طريقة أهل الله، والاقتباس عن مشكاة النبوة بحق المتابعة للرسول وآله عليهم السلام.

فصل

قوله: سواء عليهم، هو اسم بمعنى الاستواء. وصف به كما وصف بالمصادر، ومنه قوله تعالى:

تعالوا إلى كلمة سوآء بيننا وبينكم

Bog aan la aqoon