309

{ وإن جهنم } البعد والخذلان { لموعدهم أجمعين } [الحجر: 43] أي: تابعا ومتوبعا.

{ لها سبعة أبواب } على عدد مداخلها من الشهوات السبعة المقتضية إياها، المذكورة في كريمة

زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين

[آل عمران: 14].

{ لكل باب } من الأبواب السبعة الجهنمية { منهم جزء مقسوم } [الحجر: 44] أي: طائفة مفروزة منهم بالدخول من كل باب، وإن كان الكل شريكا في الكل.

ثم قال سبحانه على مقتضى سنته المستمرة: { إن المتقين } المخلصين نفوسهم عن وسوسة الشياطين { في جنات } منتزهات من العلم والعين والحق { وعيون } [الحجر: 45] جاريات من زلال الحقائق والمعارف، صافيات عن كدر الرياء ودرن التقليدات.

ويقول لهم الملائكة حين وجدانهم متصفين بحيلة التقوى: { ادخلوها بسلام } أي: سالمين عن شدائد الحساب وصعوبته { آمنين } [الحجر: 46] عن خوف العذاب والعقاب.

{ و } كيف لا يكونون سالمين آمنين؛ إذ { نزعنا } وأخرجنا بنور الإيمان والتوحيد { ما في صدورهم } وضمائرهم { من غل } أي: حقد وحسد متمكن في نفوسهم، متعلق لبني نوعهم حتى صاروا { إخونا } أصدقاء متكئين { على سرر } متساوية من الصداقة { متقبلين } [الحجر: 47] متناظرين مطالعين كل منهم في مرآة أخيه محامد أخلاقه، ومحاسن شيمه.

{ لا يمسهم فيها نصب } [الحجر: 48] حتى يخافوا منه، بل هم فيها خالدون مخلدون، مستمرون ما شاء الله.

ثم قال سبحانه تسلية لعموم عباده، وتبشيرا لهم بسعة فضله ورحمته: { نبىء } أي: أخبر وأعلم يا أكمل الرسل المبعوث على كافة الأمم عموم { عبادي } مؤمنهم وكافرهم، مطيعهم وعاصيهم { أني } من كمال بري ومرحمتي إياهم { أنا الغفور } المبالغ في الستر والعفو لمن استرجع إلي، واستغفر عن ظهر القلب، وأناب عن محض الندم { الرحيم } [الحجر: 49] لهم، أرحمهم وأقبل منهم توبتهم، وأعفو عنهم زلتهم.

Bog aan la aqoon