Tafsirka Cabdulqaadir Jeylaani
تفسير الجيلاني
Noocyada
رب احكم بالخير والحسنى ووفقنا على متابعة سيد الورى.
خاتمة السورة
عليك أيها الطالب لتحقيق الحق، العازم على طريق التوحيد والعرفان، المستكشف عن رموز أهل الكشف وأرباب المحبة والولاء - أنجح الله آمالك، ويسر الله مآلك ويصونك عما عليك - أن تحافظ على شعائر دين الإسلام الذي هو الحق الصريح المنزل على خير الأنام بالعزيمة الصحيحة الخالصة عن شوب الرياء والسمعة، الصافية على قدر الغفلة والهوى، وتلازم الاستفادة والاسترشاد من كتاب الله وأحاديث رسوله - صلوات الله عليه وسلام - وما سمحت به أكابر الصحابة، سيما الحضرة الرضوية المرتضوية وأولاده الكرام - سلام الله عليهم وكرم الله وجوههم - والتابعين لهم بإحسان - رضوان الله عليهم أجمعين - وما جاد به المشايخ العظام والأماجد الكرام، أنار الله براهنيهم، وقدس أسرارهم.
وكن في عزمك هذا متوجها إلى قبلة التوحيد وكعبة الذات مائلا عن الأديان الباطلة والآراء الفاسدة، مصفيا قلبك عن إمارات الكثرة والتعدد إلى حيث ارتفع عنك الالتفات إلى نفسك وشأنك حتى يحل عليك الحيرة المغنية لهويتك في هوية الحق المسقطة لتعينك رأسا، ولا يتيسر لك هذا إلا بالركون عن لوازم الطبيعة والخروج عنها وعما يترتب عليها من اللذات الوهمية والمشتهيات البهيمية التي هي مقتضيات التعينات العدمية واشخصيات الهيولانية.
ومتى صفت سرك وسيرتك عن أمثال هذه المزخرفات العائقة عن الاستغراق في بحر الذات، فزت بما فزت، وصرت بما صرت، وحكم الله عليك بالخير والحسنى وأسكنك عند سدرة المنتهى، عندها جنة المأوى، وليس وراء الله مرمى، لا حول ولا قوةإلا بالله، هو يقول الحق، وهوي يهدي السبيل.
[11 - سورة هود]
[11.1-6]
{ الر } أيها الإنسان الأحق الأليق لإعلاء الواء لوازم الألوهية وارتفاع رايات رموز أسرار الربوبية بين الأنام بالبيان والتبيان هذا { كتاب } أنزل إليك لتأييدك في أمرك، مصدق لما في الكتب السالفة جامع لأحكامها { أحكمت } ونظمت { آياته } أشد تنظيم وأبلغ إحكام وإتقان بحيث لا يعرضه خلل واختلال لا في معناه ولا في لفظه؛ لذلك عجزت عن معارضته جميع أرباب اللسن والفصاحة مع وفور وعيهم { ثم } بعد إحكامه لفظا ومعنى { فصلت } وأوضحت فيه من المعارف والحقائق والأحكام المتعلقة بالعقائد والعلوم اليقينية، والقصص المشيرة إلى العبر والمواعظ والأمثال المشعرة إلى الرموز والإشارات { من لدن حكيم } متقن في أفعاله { خبير } [هود: 1] يصدر عنه الأفعال على وجه الخبرة والاعتبار.
وحكم فيه { ألا تعبدوا } أيها المجبولون على العبادة في الفطرة الأصلية { إلا الله } الواحد الأحد الصمد، الذي أوجدكم من كتم العدم باستقلاله إيجادا إبداعيا، وقل لهم يا أكمل الرسل تبشيرا وتنبيها { إنني } مع كوني من جملتكم { لكم منه } أي: من الله المتوحد بذاته بأمره ووحيه { نذير } أنذركم عما يبعدكم عن الحق، حتى لا تستحقوا عذابه وعقابه { وبشير } [هود: 2] أبشركم ما يقربكم إلى جنابه، حتى تستحقوا الفوز العظيم من عنده.
{ و } حكم فيه أيضا { أن استغفروا } واسترجعوا في فرطاتكم { ربكم } الذي أوجدكم على فطرة المعرفة والتوحيد { ثم توبوا إليه } وتوصلوا به بعد رفع حجب الأنانية عن البين، وكشف سدل التعينات الوهمية عن العين { يمتعكم } بعد اضمحلال رسومكم وتلاشي هوياتكم في هويته بالرزق المعنوي والغذاء الحقيقي من عنده { متاعا حسنا } على مقتضى نشأته وأوصافه وأسمائه وتطورات تجلياته الجمالية والجلالية { إلى أجل مسمى } هو الطامة الكبرى التي انقهرت دونها توهمات الأظلال وتخيلات السوى والأغيار.
Bog aan la aqoon