خيم سكوت وسكون- يرُدُّ عليه بعض أسماء الرجال (١)، فيقبل المزي منه (٢) بكل تواضع العالم ونزاهته.
وقد تميز ابن عبد الهادي -من بعد- بعلم الرجال والعلل، حتى صار إمامًا فيه، وظل يعترف بفضل شيخه عليه، فيقول فيه: "هو شيخي الذي انتفعت به كثيرًا في هذا العلم" (٣).
أما عن تأثير الإِمام الذهبي به، فلم يكن بعمق ما لمسناه عند المِزِّي وابن تيمية، ولم تتحدثِ المصادر التي بين أيدينا عن علاقة مميزة بين الرجلين، ولعل تلمذته للذهبي هي من نوع التلمذة بين الأقران -على ما بينهما من فارق في السن- هي علاقة من تلك العلاقات المتبادلة؛ كلاهما يستفيد من الآخر ويقرأ عليه، بل إن استفادة الذهبي تبدو أجلى وأوضح حين يقول: "ما اجتمعت به قط إلا واستفدت منه" (٤)، ونراه يحضر درسًا له في المدرسة الصَّدْرية (٥)، بل يترجم له في آخر كتابه "تذكرة الحفاظ" مع شيوخه الذين سمع منهم (٦)، ويروي عن المِزِّي عن السروجي عنه (٧).
_________
(١) "الوافي بالوفيات": ٢/ ١٦١ - ١٦٢.
(٢) "طبقات الحفاظ": ٥٢١.
(٣) انظر ترجمته رقم (١١٥٥) من هذا الكتاب.
(٤) "ذيل تذكرة الحفاظ" للحسيني: ٥٠.
(٥) "ذيل طبقات الحنابلة": ٢/ ٤٣٧.
(٦) "تذكرة الحفاظ": ٤/ ١٥٠٨.
(٧) "ذيل طبقات الحنابلة": ٢/ ٤٣٧، والسروجي: هو محمد بن علي بن أيبك، توفي شابًّا سنة (٧٤٤ هـ)، وكان من الحفاظ الأذكياء. انظر "ذيل تذكرة الحفاظ" للحسيني: ٦٣.
1 / 27