أولا: مفهوم الصحبة في القرآن الكريم
للصحبة مفهومان في القرآن الكريم:
- مفهوم عام: لا يقتضي مدحا ولا ذما إلا من خلال السياق (صحبة عامة حقيقة أو مجازية).
- مفهوم خاص: يقتضي الثناء والمدح ويعرف ذلك من الألفاظ ودلالاتها وهذه هي (الصحبة الخاصة أو الشرعية).
أما المفهوم العام للصحبة فمثال ذلك قوله تعالى: {وما صاحبكم بمجنون} فهذا لا يقتضي مدح الكفار رغم إثبات الصحبة لهم هنا لكنها صحبة اشتراك وليست صحبة امتثال واتباع.
وكذلك قوله تعالى: {قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب}، فهذه صحبة عامة لا صحبة اتفاق، وهذه الصحبة ليست مقصودة بالمدح والثناء ولا تفيد التطابق في الملة فضلا عن صلاح السيرة، وعلى هذا فهي عامة لا يجوز الاحتجاج بها على إثبات مدح أو ذم إلا بقرائن.
وأما المفهوم الخاص للصحبة في القرآن الكريم فهي تلك الصحبة التي تثني عليها الآيات الكريمة وتقيدها بصفات وعلامات وقرائن تدل على شرعيتها فمثلا نجد القرآن الكريم يتكرر فيه الثناء على مدح الصابرين في العهد المكي الثابتين على الإسلام وتكرر الثناء في العهد المدني على المهاجرين والأنصار فقط، وما بذلوه من إنفاق وجهاد وهجرة ونصرة وحسن سيرة وما لقوه من محن ومصاعب.
وهذا يعني أنهم هم الصحابة المستحقون لهذا اللقب من الناحية الشرعية، بل هناك أدلة واضحة تخرج من سواهم من الصحبة وهذه النصوص نستفيد منها التحديد الدقيق للصحبة من الناحية الشرعية، ولعل أبرز النصوص الشرعية من القرآن الكريم التي تحدد مفهوم الصحبة هي:
Bogga 72