Sirajka Ifaya
السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير
Noocyada
• (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك) قال المناوي استعاذ بمعافاته بعد استعاذته برضاه لأنه يحتمل أن يرضى عنه من جهة حقوقه ويعاقبه على حق غيره (وأعوذ بك منك) أي برحمتك من عقوبتك قال العلقمي قال الخطابي فيه معنى لطيف وذلك أنه استعذا بالله وسأل أن يجيره برضاه من سخطه وبمعافاته من عقوبته والرضى والسخط ضدان متقابلان وكذلك المعافاة والعقوبة فلما صار إلى ذكر ما لا ضد له وهو الله تعالى استعاذ به منه لا غير ومعناه الاستغفار من التقصير في بلوغ الواجب في حق عبادته والثناء عليه اه وقال ذلك أي أعوذ بك منك ترقيا من الأفعال إلى منشأ الأفعال مشاهدة للحق وغيبة عن الخلق وهذا محض المعرفة الذي لا يعبر عنه قول ولا يضبطه وصف (لا أحصي ثناء عليك) أي لا أطيقه في مقابلة نعمة واحدة وقيل لا أحيط به وقال مالك معناه لا أحصي نعمتك وإحسانك والثناء بها عليك وإن اجتهدت في الثناء عليك (أنت كما أثنيت على نفسك) أي بقوله تعالى فلله الحمد الآية وغير ذلك مما حمد به نفسه قاله اعترافا بالعجز عن تفصيل الثناء وأنه لا يقدر على بلوغ حقيقته ورد الثناء إلى الجملة دون التفصيل والإحصا والتعيين فوكل ذلك إلى الله سبحانه وتعالى المحيط بكل شيء علما جملة وتفصيلا وكما أنه لا نهاية لصفاته لا نهاية لثناء عليه لأن أثناء تابع للمثنى عليه فكل ثناء اثنى به عليه وإن كثر وطال وبولغ فيه فقدر الله أعظم وسلطانه أعز وصفاته أكبر وأكثر وفضله وإحسانه أوسع وأسبغ وقال بعضهم ومعنى ذلك اعترافه بالعجز عندما ظهر له من صفات جلاله وكماله وصمديته مما لا ينتهي إلى عده ولا يوصل إلى حده ولا يحصيه عقل لا يحيط به فكر وعند الانتهاء إلى هذا المقام انتهت معرفة الأنام ولذلك قال الصديق العجز عن درك الإدراك إدراك وفي هذا الحديث دليل لأهل السنة على جواز إضافة الشر إلى الله تعالى كما يضاف إليه الخير لقوله أعوذ برضاك من سخطك ومن عقوبتك وعند الشافعية أحسن الثناء على الله تعالى لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك فلو حلف ليثنين على الله أحسن الثناء فطريق البر أن يقول ذلك لأن أحسن الثناء ثناء الله على نفسه أبلغ الثناء وأحسنه وأما مجامع الحمد وأجله فالحمد لله حمدا يوافي نعمه أي يلاقيها فتحصل معه ويكافئ مزيده أي يساويه فيقوم بشكر ما زاد من النعم فلو حلف ليحمدن الله بمجامع الحمد أو بأجل التحاميد فطريقه أن يقول ذلك يقال أن جبريل عليه السلام قاله لآدم عليه الصلاة والسلام وقال قد علمتك مجامع الحمد (م 4) عن عائشة
• (اللهم لك الحمد شكرا) أي على نعمائك التي لا تتناهى (ولك المن فضلا) أي زيادة قال المناوي وذا قاله لما بعث بعثا وقال إن سلمهم الله فلله علي شكر فسلموا وغنموا (طب ك) عن كعب بن عجرة وهو حديث ضعيف
Bogga 310