Nafs ka socota Kitab Al-Shifa

Ibnu Siina d. 428 AH
115

Nafs ka socota Kitab Al-Shifa

النفس من كتاب الشفاء

Noocyada

ولنرجع إلى حديث الوهم فنقول إن من الواجب أن يبحث الباحث ويتأمل أن الوهم الذى لم يصحبه العقل حال توهمه كيف ينال المعانى التى هى فى المحسوسات عندما ينال الحس صورتها من غير أن يكون شىء من تلك المعانى يحس ومن غير أن يكون كثير منها مما ينفع ويضر فى تلك الحال، فنقول إن ذلك للوهم من وجوه، من ذلك الإلهامات الفائضة على الكل من الرحمة الإلهية مثل حال الطفل ساعة يولد فى تعلقه بالثدى، ومثل حال الطفل إذا أقل وأقيم فكاد يسقط من مبادرته إلى أن يتعلق بمستمسك لغريزة فى النفس جعلها فيه الإلهام الإلهى، وإذا تعرض لحدقته بالقذى بادر فأطبق جفنه قبل فهم ما يعرض له وما ينبغى أن يفعل بحسبه كأنه غريزة لنفسه لا اختيار معه، وكذلك للحيوانات إلهامات غريزية، والسبب فى ذلك مناسبات موجودة بين هذه الأنفس ومباديها هى دائمة لا تنقطع غير المناسبات التى يتفق أن تكون مرة وأن لا تكون كاستكمال العقل وكخاطر الصواب، فإن الأمور كلها من هناك، وهذه الإلهامات يقف بها الوهم على المعانى المخالطة للمحسوسات فيما يضر وينفع، فيكون الذئب تحذره كل شاة وإن لم تره قط ولا أصابتها منه نكبة، ويحذر الأسد حيوانات كثيرة، وجوارح الطير يحذرها سائر الطير، ويشنع عليها الطير الضعاف من غير تجربة،

Bogga 184