ولو كان الميل الذى بالفعل صورة الماء لكان الماء المرجوج إلى فوق، وقد صح أنه ينفذ، بعد مفارقة الراج، يميل يحدث فيه، إما فاقد الصورة المائية، وإما مجتمعا فيه بالفعل ميلان: ميل مصعد وميل مهبط، كل منهما بالفعل.
وقد بان، مما سلف، أن الطبيعة غير هذا الميل؛ بل هى مبدأ لهذا الميل. وكذلك فاعلم أن الطبيعة غير الكيف المذكور؛ بل هى مبدأه. وقد علمت أن الطبيعة، ليست مبدأ للحركة المكانية والسكون فيها فقط؛ بل هى مبدأ لجميع الحركات التى بالطبع، والسكونات التى بالطبع .وكذلك فاعلم أن طبيعة الماء هى التى تغير الماء إلى هذا الكيف وتحفظه عليه؛ وإن تلك الطبيعة، إذ لا اسم لها، فيستعار لها من الفعل الصادر عنها اسم، فتارة تسمى ثقلا، وتارة تسمى برودة ورطوبة. فإنها إذا اعتبر ما صدر عنها من الميل المهبط سميت ثقلا، وإنما هى مبدأ للثقل. وإذا اعتبر ما يصدر عنها من الكيفية سميت بردا، وإنما هى مبدأ البرد. وهذا كما يسمى قوة فى الإنسان نطقا أو ضحكا، وإنما هى مبدأ النطق والضحك.
Bogga 131