ولم يكن بد من أن تصعب حمى هذا الرجل عليه وتشتد على طول الأيام لأنه لم يكن يتدبر التدبير الواجب ولا كان يستقر ويسكن ولا يعالج طحاله بما كان ينبغي أن يعالجه به فلما كان ذلك حدث له بعد اليوم الذي صعبت عليه فيه حماه «عرق» إلا أنه لم ينج من الحمى.
قال: «وكان لا يزال يعرق في سائر الأيام الأزواج» من غير أن تنقص حماه. وذلك واجب من قبل أنه لم يكن يمكن أن يتخلص من حماه التخلص التام بالعرق وحده دون أن يبرأ طحاله ولا الوقت الذي حدث فيه ذلك العرق كان في وقت بحران لأنه إنما ظهر في أول المرض قبل أن ينضج. إلا أن الذي انتفع به إنما كان الرعاف الذي كان يصيبه من ذلك الشق أعني من جانب طحاله من المنخر الأيسر. وقد حدثت أيضا فيه أورام عند أذنيه على طريق البحران إلا أن تلك الأورام لم تكن تتقيح لأن بدن ذلك الرجل قد كان استفرغ بالرعاف. وفي قصة هذا المريض شهادة مصححة على أن هذا «العرق» الذي حدث به في أول مرضه دل من مرضه على طول مع ما كان به من «علة الطحال» وعلى أن «الرعاف» الذي لم يزل يحدث «من جانب العلة» حلل المرض في مدة طويلة قليلا قليلا.
[chapter 55]
قال أبقراط: الرجل الذي قدم من عند ألقيبيادس أعقبه بعد حماه قبل البحران قليلا ورم في خصيته اليسرى وكان به طحال عظيم دائم وأتاه البحران من حماه تلك في اليوم العشرين إلا أنه بعد قد كان لا يزال يسخن في وقت بعد وقت وكان يقذف شيئا مائلا إلى الحمرة.
Bogga 242