قال جالينوس: لم يقل في هذا «إنه كان مطحولا» كما قال في الرجل الذي قبله لكنه قال فيه: «إنه كان به طحال عظيم دائم». ولذلك لما أتاه البحران على أنه كان بخراج من جانب العلة لم يستتم له من صلاحه ما يسلم به من الحمى لأن أمر «الطحال العظيم الدائم» البقاء أمر غليظ واندفع إلى الرئة أيضا بعض تلك الأخلاط المولدة للحمى. ومما دل على ذلك النفث الذي كان ينفثه مدة طويلة وقال «إنه كان مائلا إلى الحمرة» وأراد أنه لم يكن بلون السوداء بالصحة ولكنه كان بلون مختلط من لون السوداء ومن لون الدم.
[chapter 56]
قال أبقراط: الجارية التي أصابها في يدها اليمنى ورجلها اليسرى بعقب علل السعال أصابتها — وسعلت سعالا يسيرا ليس بقدر علتها — استرخاء على طريق الفالج ولم يتغير منها شيء أصلا غير ذلك ولا وجهها ولا ذهنها ولا كان ما عرض لها من الاسترخاء بشديد ابتدأ ما عرض لها أن يميل إلى الصلاح نحو يوم العشرين. وكان ذلك بالقرب من انبعاث الطمث ويشبه أن يكون ذلك كان أول انحداره لأن الجارية كانت بكرا.
Bogga 244