قال جالينوس: لما كان «تولد الحصى» الذي كان بمسخوس لا يشارك بوجه من الوجوه «الشعيرة» التي تولدت «في جفنه» متى فهمنا «من تولد الحصى» حقيقة ما يفهم من هذا الاسم قال قوم إن أبقراط إنما يعني «بتولد الحصى» في هذا الموضع تولده في الجفن لا تولده في الكلى أو في المثانة وقالوا إنه يعني «بتولد الحصى» في الجفن تولد الرطوبة الجامدة التي تتحجر فيه التي تسمى «البرد» ثم إن المادة المولدة لذلك انتقلت إلى مواضع أخر فحدثت به الشعيرة وسائر العلل التي ذكر أنها عرضت له.
وكيف كانت حقيقة الأمر فلسنا نصل إلى أن ننال من هذا القول شيئا ينتفع به في صناعة الطب. فأما من رأى مسخوس وعرف حاله كلها فهو قادر من تذكرة ما عرض له أن ينتفع ضربا من المنفعة.
[chapter 54]
قال أبقراط: أخو امرأة أرسطيوس كانت به سخونة وكان كائنا دائما يتعب في السفر ثم حدث به في ساقه البثور التي تسمى «البطم» ثم أعقبته من بعد ذلك حمى دائمة. وأردفه من غد عرق ولم يزل العرق يتعاهده في سائر الأيام الأزواج. وكانت حماه باقية وكان مطحولا وكان لا يزال يصيبه الرعاف من الجانب الأيسر في كل قليل وأتاه البحران قليلا قليلا. وأصابه في اليوم الرابع ورم عند الأذن من الجانب الأيسر ثم من غد من الجانب الأيمن أيضا إلا أن هذا كان أقل. وكانت سخونته تتزيد وانحلت تلك الأورام من غير أن تتقيح.
Bogga 238