قال جالينوس: إنا قد نجد في كثير من النسخ مكان «الخراج» «ورما» وليس في النسختين اختلاف في المعنى كثير فرق. وجملة هذا القول إنما هو تذكرة بأمر التربل الذي يكون بعقب استطلاق البطن إذا انقطع. وذلك أن الشيء الذي كان ينبغي استفراغه لما انقطع قبل الوقت الذي كان ينبغي فاحتقن في بدن تلك المرأة مال منه شيء نحو الجلد فأحدث فيه «حكة» وانصب أكثره إلى بعض الأعضاء الباطنة فأحدث فيه بلية بسببها كان «التربل». «والخراج» الذي خرج بتلك المرأة فيما يلي «الخاصرة» أيضا دليل على كثرة المادة وسواء كما قلت كان خراجا أو ورما. وما ذكر من «سواده» أيضا يدل على رداءة ذلك الخلط الذي انصب إلى ذلك الموضع.
فليس ينبغي لك إذا متى «استطلق البطن» أن تقطعه قبل الوقت الذي ينبغي ولا إن انقطع من تلقاء نفسه أن تدعه ينقطع لكن تتفقد وتنظر كيف حال الأخلاط وما مقدارها في البدن كله. ومما يدلك على أن الآفة التي حدثت بهذه المرأة إنما حدثت باحتباس ما كان ينبعث منها بالبراز افتتاحه كلامه في القول الذي بعد هذا «بالواو» وإضافته إلى «الواو» من بعد قوله «أيضا». فإن أبقراط وسائر القدماء إنما يفتتحون كلامهم هذا الافتتاح في الأقاويل التي جملة المعنى فيها الذي يوصف أو يبين جملة واحدة متصلة.
Bogga 234