Sharaxa Diwaanka Mutanabbi
شرح ديوان المتنبي
Noocyada
وأضاف فتى الحرب والنضال إلى شجاعته وأدبه كرما وسماحة بالغة، فكان مقصد العلماء والأدباء والشعراء، وقبلة آمالهم ومحط رحالهم، فيروى أنه لم يجتمع بباب أحد من الملوك بعد الخلفاء مثل ما اجتمع ببابه من شيوخ الشعر وفحول الأدب والعلم.
وممن قصده من الشعراء - غير أبي الطيب - أبو فراس، وأبو العباس النامي، وعلي بن عبد الله الناشئ، والسري الرفاء، وكثيرون غيرهم، وبلغت مدائحه عشرات الألوف من الأبيات، اختار منها بعض الأدباء عشرة آلاف بيت وجمعوها في كتاب، وصحبه من الأدباء كثيرون أيضا منهم ابن خالويه وأبو علي الفارسي، وأهداه أبو الفرج الأصفهاني كتاب الأغاني فأعطاه ألف دينار، ولجأ إليه كذلك الفيلسوف الكبير أبو نصر الفارابي وعاش في كنفه، وكان سخاؤه يشمل من بعد عنه، وله شعر يدل على أنه شاعر مطبوع، ونقد يدل على سلامة الذوق والعلم بلغة الضاد. •••
وبارح شاعرنا الرملة سنة 336 قاصدا إنطاكية، مارا ببعلبك، وكان فيها علي بن عسكر، فخلع عليه، وسأله أن يقيم عنده، فمدحه بأربعة أبيات، ورحل إلى إنطاكية فمدح فيها أبا العشائر بالقصيدة التي مطلعها:
أتراها لكثرة العشاق
تحسب الدمع خلقة في المآقي
ثم مدحه بثلاث قطع أخرى، وأنشأ في إنطاكية كذلك أرجوزة أولها:
ما للمروج الخضر والحدائق
يشكو خلاها كثرة العوائق
وذلك عندما شهد الثلج يكسو أديم الأرض، ويغشى الربا والوهاد.
وأثناء إقامته في إنطاكية، أغار عليها بانس المؤنسى - قائد الأخشيديين - وفوجئ أبو العشائر فقاتل عن نفسه حتى بلغ حلب، فقال المتنبي قصيدته:
Bog aan la aqoon