قال سيبويه: ومثله لجرير:
وَلِيتُمْ امرَنا ولَكمْ علينا ... فُضولٌ في الحديثِ وفي القديمِ
(إذا بعضُ السّنينَ تَعَرَّقَتْنا ... كَفَى الأيتامَ فَقْدَ أَبي اليَتيمِ)
يمدح هشام بن عبد الملك. والفضول: جمع فضل. أي لكم علينا افضال بعد افضال، وقوله تعرقتنا: أذهبت اموالنا، والتعرق: أصله أن يؤخذ ما علي العظم من اللحم، يقال تعرقت اللحم: أخذته عن العظم. وقوله: كفى الأيتام فقد أبي اليتيم؛ أي كفى الأيتام فقد ابيهم، لأنه يقوم للأيتام مقام آبائهم في الكفاية لهم، والحواسة والتيقظ لأحوالهم. وأراد أن يقول: فقد آبائهم فلم يمكنه فقال: أبي اليتيم.
والشاهد فيه إنه أنث (تعرقتنا) و(البعض) مذكر، لأن البعض مضاف إلى السنين
وهي مؤنثة.
وقال جرير:
(لما أَتَى خبرُ الزُّبَيْر تَواضَعَتْ ... سورُ المدينةِ والجبالُ الخُشَّعُ)
1 / 43