يريد لما أتى خبر قتل الزبير. وتواضعت: وقعت على الأرض، والخشع: التي قد لطئت بالأرض. والشاهد على إنه أنث (تواضعت) والسور ذكر وهو الفاعل لأنه مضاف إلى المدينة وهو بعضها.
وجرير يذكر قتل الزبير، ويردده في هجائه للفرزدق، لأن ابن جرموز قتله في أرض بني مجاشع، فهو ينسبهم إلى إنه غدر به في ارضهم، وانهم لم يدافعوا عنه.
ومن الناس من يقول أن السور جمع سورة، ويجعله مما بينه وبين واحده الهاء، والسور على هذا التأويل يصلح فيه التذكير والتأنيث، كما يكون فيما بين جمعه وبين واحده الهاء، نحو برة وبر، وتمرة وتمر.
وقال ذو الرمة:
(مَشَيْنَ كما اهْتَزَّتْ رِماحٌ تَسَفَّهَتْ ... أَعاليها مَر الرياحِ النَّواسِمِ)
يصف نساء، والنواسم من الرياح: اللواتي: نهب هبوبا لينا ضعيفا مثل التنفس. وأراد أن النساء يتثنين ويملن من جانب إلى جانب كما تميل الرماح إذا أصابتها ريح لينة. وقوله: تسفهت أعاليها: أي استخفت الريح أعالي الرماح فحركتها.
والشاهد في البيت إنه أنث (تسفهت) وفاعله (مر). وإنما إنه لأن المر
1 / 44