استجاباته في تأليفها بطلب من إخوانه، أو أحد إخوانه، أو بدافع الغيرة الذاتية على الدين ...
فهو في كتابنا هذا "شأن الدعاء" يستجيب في تأليفه لإخوانه الذين سألوه عن الدعاء، ومعناه، ومنزلته في الدين ... فأملى عليهم هذا الكتاب النفيس.
وفي كتاب العزلة أيضًا يستجيب لأحد إخوانه فيقول في مقدمته: فهمت قولك -أخي- ألهمك الله الصواب، وأراك المحابَّ، وما قد أذكرتني به من أمر كتاب العزلة، وبعثتني عليه من إتمامه بعد ابتدائه ... وسألت أن ألتقط لك جوامعه ..
ثم إنه في مقدمة كتاب غريب الحديث نراه يستجيب لنداء الغيرة على الدين؛ فيندفع في تأليفه بدافع إيماني لصون سنة رسول الله ﷺ من التبديل والتحريف بعد تفشي اللكنة، واللحن، ليبعد عن دين الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين ... إلى آخر ما نراه مثبتًا في مقدمة كتابه.
ومع أن الخطابي كان علمًا من أعلام العلم منشورًا، كان يرى نفسه غريبًا في بلده "بُست" وإن كان يعيش بين أسرته وأهله وجيرانه، لأنه لا يرى فيها من يشاكله، ويسير بسيرته.
يقول من شعر له ذكره الثعالبي في اليتيمة:
وَما غُرْبةُ الإنسان في غُمَّةِ النَّوى ... وَلكنها واللهِ في عَدَمِ الشَّكْلِ
وإني غريبٌ بين بُستَ وأهلها ... وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي
ولعل هذا الشعور بالغربة بين أهله وفي بلده، كان دافعًا قويًا عند
الخطابي للميل إلى العزلة في آخر حياته في رباط على شاطىء هِنْدَمَنْدَ وهو نهر لمدينة سجستان.
المقدمة / 37