على الكفار الأولين فكذا على الكفار] (١) الآخرين، فإن شِدة الرّفضة في حَقِهِ مِنْ الأمر الظاهِر الذي لا ينكرهُ إلا المعَاند المكابر، حَتى يقولَ أحَدهم مَا حب عمري (٢) لتجنِيسه بعمري، وَيقوي هَذَا المَعنَى مَا رَتبهُ سُبحانَهُ عَلى وَجِهةِ التَمثِيل مِنْ تعِليل المبنى بقِولِهِ: ﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾ وَمَنْ في مَعناهُم مِنْ الفجّار.
وَيؤكد هَذَا التحقيق مَا وَرَد في حَقِّ الصديق: «أبى الله وَالمسُلمُون إلاَّ أبا بكر» (٣)، وَذلَك عِندَ منصبِ الإمَامة المشير إلى صحة الخلاَفة (٤)، فمن أباه بعد أن النبي صلى الله [تعالى] (٥) عليه وسلم أجتبَاه، لا يكونُ دَاخِلًا في أهل الإسلام، [وَيكون خارجًا] (٦) عَن مقامِ الإكرام، وَهذا كَانَ سَبَب إجماع الصحَابة عَلى خلاَفِته، وَعدَم الالتفات إلى مَنْ توقفَ في إطَاعَته [١٠/أ] حَيثُ قالوا: «رَضيَهُ ﵊ لِديننا، أفَلا نَرضَاهُ لِدُنيَانا؟» (٧) وقد صح
_________
(١) زيادة من (د).
(٢) في (م): (عمر).
(٣) الحديث أخرجه مسلم عن أم المؤمنين عائشة ﵂ قالت: قال لي رسول الله ﷺ في مرضه: «ادعي لي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمن، ويقول قائل أنا أولى ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر». كتاب الفضائل، باب فضائل أبي بكر الصديق: ٤/ ١٨٥٧، رقم ٢٣٨٧؛ وأخرجه أيضًا الإمام أحمد في مسنده: ٦/ ١٠٦، رقم ٢٤٧٩٥؛ ابن حبان، الصحيح: ١٤/ ٥٦٤، رقم ٦٥٩٨، الطبراني، المعجم الأوسط: ٤/ ٣٢٤، رقم ٤٣٣١؛ البيهقي، الاعتقاد: ١/ ٣٤١.
(٤) في (د): (الخلاف).
(٥) زيادة من (د).
(٦) سقطت من (د).
(٧) تقدم تخريج هذه الرواية.
1 / 57