الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ [المائدة: ٥٥] (١)
وَالتعبير بصِيغةِ الجمع: أمَّا تَعظيمًا لشأنِه وَحَاله (٢)،
أو تنبيهًا عَلى أن المراد هُوَ مَع أمثاله في تحسِين أقواله وَتزيين أفعَاله وَأحَوالِهِ (٣).
تفسير قوله أشداء:
وَالمقصُود أن قوله سبحانه: ﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ﴾ [إشعارًا بأنه كان شديد
_________
(١) يشير القاري إلى الأثر المروي عن عمار بن ياسر قال: «وقف على علي بن أبي طالب سائل وهو راكع في تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل، فأتى رسول الله ﷺ فأعلمه ذلك، فنزلت على النبي ﷺ هذه الآية: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) فقرأها رسول الله ﷺ ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه». أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط: ٦/ ٢١٨. وأخرجه الطبري عن السدي عن علي ﵁ في تفسيره: ٦/ ٢٢٨.وقد استعرض ابن كثير طرقه وعدها كلها واهية حيث قال: «وليس يصح شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها». التفسير: ٢/ ٧٢ .. وقد تناول طرق هذا الأثر أيضًا شيخ الإسلام ابن تيمية وبين بأنها كلها ضعيفة واهية ثم قال: «أجمع أهل العلم بالنقل على أنها لم تنزل في علي بخصوصه وأن عليا لم يتصدق بخاتمه في الصلاة وأجمع أهل العلم بالحديث على أن القصة المروية في ذلك من الكذب الموضوع». منهاج السنة النبوية: ٧/ ١١.
(٢) في (د): (وحالته).
(٣) ردد المؤلف هنا أقوال الشيعة في الاحتجاج بهذه الآية على إمامة علي قبل الثلاثة ﵃ أجمعين، وقد رد علماء أهل السنة شبهات الشيعة نقلًا وعقلًا، بما لا يدع مجالًا للشك. ينظر ذلك عند ابن تيمية، منهاج السنة النبوية: ٧/ ١٢ وما بعدها؛ الآلوسي الكبير، روح المعاني: ٦/ ١٦٧، الآلوسي الصغير، السيوف المشرقة (مخطوط): ٨٧/أ.
1 / 56