أيضًا [عن] (١) علي (٢) هذِهِ المقَالة في تلك الحَالة.
[منع الفيء عن من سب الصحابة:]
وَمِنه قَوله تعَالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ﴾ [الحشر: ٨] إلى قَوله: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالأِيمَان﴾ [الحشر: ٩] إلى أن قال: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا﴾ الآية [الحشر: ١٠] (٣) فإن الله تعالى قسَم الفيء المأخذ مِن الكفار بين ثلاث طَوَائف: المؤمِنين الأبرَار وَبَدأ بالمهاجرين وَالأنصَار، ثُمَّ ختم بمَنْ بَعدهم مِنْ التَابِعيَن، وَمَنْ بَعدهم مِنْ سَائر المؤمِنيَن أجمعين إلى يوم الدين، بوصف أنهم: ﴿يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاّ ًلِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ [الحشر: ١٠] (٤).
_________
(١) زيادة من (د).
(٢) (علي): سقطت من (د).
(٣) جاءت الآية في النسختين غير تامة.
(٤) وروى الشيعة الإمامية عن علي بن الحسين ﵄ أنه وفد عليه رجال من أهل العراق، فنالوا من أبي بكر وعمر وعثمان ﵃، فلما فرغوا من كلامهم قال لهم: «ألا تخبروني أنتم المهاجرون الأولون: ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾؟ قالوا: لا، قال فأنتم الذين: ﴿تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِم﴾؟ قالوا: لا، قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، وأنا أشهد أنكم لستم ممن قال الله تعالى فيهم: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ أخرجوا عني فعل الله بكم وفعل».الأردبيلي، كشف الغمة عن معرفة الأئمة: ٢/ ٧٨.
1 / 58