Safwat Casr
صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
Noocyada
وفي هاتين الوظيفتين الإداريتين كما في الوظائف الهندسية السابقة أظهر من الجدارة والمهارة ما استحق كل إعجاب، وكان على اتصال دائم بتلقي العلوم الهندسية، فلم يكتف بفرع واحد منها، بل اهتم لهندسة السكة الحديدية والهندسة الصحية وهندسة البلديات، حتى حصل في النهاية على دبلوم أخصائي في فن تخطيط المدن.
كتب الثناء عليه
وقد عرفت له صحافة ليدز ما أسداه إلى تلك المدينة من الخدم الثمينة، فكتبت عنه معجبة بمهارته مكبرة لنبوغه.
ولما وضعت الحرب أوزارها حن إلى وطنه فأبدى رغبته في العودة إليه، فعرضوا عليه أن يزيدوا مرتبه ويرفعوا مرتبته على أن يبقى في تلك المدينة فاعتذر عن ذلك، واضطرت المصلحة التي كان يعمل فيها أن تأتي بموظف آخر على أن يدربه ذلك النابغة المصري على أعمال منصبه ستة أشهر؛ ليستطيع بعد ذلك أن يحل محله وكتبت للحكومة المصرية بذلك.
وليس أدل على عظيم فضل ذلك المصري من ذكر بعض الشهادات التي نالها بعد تركه الخدمة، فقد كتب قاضي تلك المدينة ورئيس مجلسها ما ترجمته:
عرفته - «يريد صاحب الترجمة» - منذ ست سنوات حيث كان يطلب العلم في جامعة ليدز لغاية يونيه سنة 1914م، ثم ألحق بمصلحة المجاري لمدة سنة، ثم رقي إلى منصب مساعد مهندس المدينة في مصلحة تخطيط المدينة، فألفيته على علم تام بأعمال البلدية، وهو مهندس ذو كفاءة عالية، وقد دلني قيامه بأعماله وواجباته على عظيم مقدرته، وعلى أن براعته باعتباره جنديا ومنظما للبوليس لا تقل عن براعته باعتباره مهندسا، وهو نعم العضد لعدة معاهد علمية في إنجلترا تتطلب كفايات عالية وقد قدم استقالته إلى مجلس المدينة؛ ليعود إلى وطنه وإني واثق أنه سينفع بلاده أجل نفع، وستذكره مدينة ليدز دائما وترحب به ترحيبا عظيما في أي وقت يشاء فيه العودة إليها، وإني آسف جدا لقبول استقالته وحرماننا من خدماته، ولا سيما أني عرفت هذا الموظف الكبير مثالا للأخلاق الكريمة والفضائل، وإني أرجو له مستقبلا سعيدا.
صورة أخرى لصاحب الترجمة.
وكذا كتب له مهندس تلك المدينة ما ترجمته:
ليس في استطاعتي أن أعبر عن مقدار إعجابي بالطريقة التي يؤدي بها أعماله، وإن له ثقة تامة بأن مصر ستجد فيه رجلا موثوقا به ذا ضمير حي.
وقد كانت الوظيفة التي أسندت إليه في وزارة الأشغال المصرية وهو بليدز مساعد مدير أعمال، ولما رجع وظهرت كفايته طلبت هذه الوزارة من وزارة المالية استبدال هذه الدرجة بدرجة مدير أعمال، وقد اختارته الحكومة المصرية بعد أن اقترح مسألة التحكيم في اعتصاب سنة 1919 لشركة ترامواي مصر، ونجحت نجاحا باهرا وكانت نتيجة ذلك أن عين مندوبا للحكومة بمكتب التحقيق لشركتي الترام للقاهرة ومصر الجديدة، فكان من أعماله أن حل الوطنيون محل الأجانب في الوظائف التي تخلو وجعل أمام العمال مجالا واسعا للترقي لوظائف المفتشين وخلافه، وكان في الوقت نفسه موضع الإجلال والإكبار من جميع مديري الشركات لقوة حجته، وما مارسه بخصوص مسائل العمل في المدة الطويلة، التي أقامها بأوربا وقد رأت الحكومة المصرية أخيرا انتدابه ممثلا لها في جميع المشاكل التي بين أصحاب العمل والعمال، كما وقد وقع اختيار الحكومة عليه في تمثيلها في المؤتمر الذي انعقد في لندره في سنة 1920 الخاص ببناء المساكن وتخطيط المدن، وأيضا المؤتمر الذي انعقد لهذا الغرض بأمستردام.
Bog aan la aqoon