فصل [في مراتب الأمر والنهي]
وللأمر والنهي مراتب يجب المحافظة عليها، فالمرتبة الأولى: بالقول اللين بالوعظ ونحوه، كما في قصة موسى وهارون: ?فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى?[طه: 44] في أول إرسالهما إلى فرعون.
ثم بالقول الخشن والتهدد والتوعد، ثم الضرب بالعصى ونحوها، ثم بالسيف جرحا، ثم القتل إن لم ينته إلا به، وإن أمكن الاستعانة بالمسلمين مع ضعفه فهو الأولى، ووجب عليهم إعانته على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل المقاتلة، والله يقول: ?وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان?[المائدة: 2]، والأمر يقتضي الوجوب، ولا يتجاوز إلى الأعلى، مع الاستغناء بالأدنى.
والدليل على ذلك من الكتاب العزيز قوله تعالى: ?ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون?[آل عمران: 104]، فهذا أمر عام لكل مكلف وفي كل وقت.
وإذا قام به البعض سقط عن الباقين، ويأثم الكل بالترك لقوله تعالى: ?فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم?[النور: 63]، ويدل على ذلك من السنة قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم سلطانا جائرا لا يرحم صغيركم، ولا يوقر كبيركم، فيدعوا خياركم فلا يجاب لهم )).
Bogga 70