وروى الإمام أحمد بن سليمان عليه السلام بعد أن روى حديث الافتراق فلما سمع منه ذلك ضاق به المسلمون ذرعا وضجوا بالبكاء، وأقبلوا عليه، فقالوا: يا رسول الله، كيف لنا بعدك بالنجاة، وكيف لنا بمعرفة الفرقة الناجية حتى نعتمد عليها؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض )). فهذا دليل على أنهم الفرقة الناجية؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم نفى الضلالة عمن تمسك بهم مستمرا فبين به الفرقة الناجية التي أجملها في حديث الإفتراق، ولأنه قرنهم بالكتاب الذي هو حجة أهل الإسلام، فكانوا مثله وحفظته؛ لأن الحكم لا يقرن بينهما إلا لاستوائهما في الحجية. وهم تراجمته، وقد حكم حكما مؤكدا بعدم افتراقهما إلى يوم القيامة، فالمتمسك بهما على يقين من إصابته، وثقة من صحة ديانته، قال الله تعالى: ?إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا?[الأحزاب: 33]، فدلت هذه الآية الكريمة على أن من أراد الله تطهيره فقد وقعت إرادته، وإذا صح تطهيرهم فهم الناجون هم ومن وافقهم، وسلك سبيلهم، واهتدى بهديهم، ولزم طريقتهم في الاعتقادات الدينية.
Bogga 65