فصل [في معرفة الفرقة الناجية]
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من طرق متعددة إلى جمع من الصحابة منهم الوصي كرم الله وجهه، وابن عباس، وأبو هريرة، وعوف بن مالك، وابن عمر، وسعد بن أبي وقاص، وجابر، وأنس وغيرهم، أنه قال: (( أمة أخي موسى افترقت إحدى وسبعين فرقة، وافترقت أمة أخي عيسى على اثنين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها هالكة إلا فرقة واحدة ))، وهذا الحديث متلقى بالقبول، وقد رواه المخالف الموالف، وهو يفيد العلم عند كثير من العلماء، وفي بعض رواياته اختلاف في ألفاظه لا يغير المعنى،كلفظ((ملة))عوض (( فرقة ))، وزيادة في بعض الروايات أنه سئل عن الفرقة الناجية، فقال: (( من كان على ما أنا عليه وأصحابي )).
وحينئذ يجب النظر في معرفة الفرقة الناجية لنتولاها، وننتظم في سلكها ونتبعها، وندخل في جملتهم إن شاء الله، فإنا نعتقد وندين الله بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد بلغ عن الله ما أنزل إليه، ومن المهم معرفة الفرقة الناجية، ومن يتبع عند الاختلاف بعده صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما تركت شيئا يقربكم إلى الجنة إلا وقد دللتكم عليه، ولا شيئا يبعدكم عن النار إلا قد ذكرته لكم )).
Bogga 64