فصل [في طاعة الإمام]
وتجب طاعة الإمام الجامع للشروط، لقوله تعالى: ?يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم?[النساء: 59]، فأولي الأمر منهم هم: الأئمة المحقون الذين يرفعون منار العدل والدين، وينفذون أحكام رب العالمين، ويخلفون خاتم النبيئين، ويبلغون ما في الكتاب المبين، وسنة سيد المرسلين، قد سبق أن الله أمر بالرد إليهم عند الاختلاف، لعلمهم بطريق الحق والإنصاف، لا أهل الأمر الذين تغلبوا عليه، وبغوا فيه واغتصبوه من أهله، واعتمدوا الظلم ولم يلتفتوا إلى إقامة الشريعة، بل أنفقوا أيامهم في اللهو والطرب والغناء وشرب المسكر، واتخذوا عباد الله خولا، وأمواله دولا، فيجب الفرار منهم، وتحرم الطاعة لهم، وقبض شيء مما في أيديهم.
روى الناصر للحق، عن جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام لما سأله أبو مريم عن أولي الأمر الذين وجبت طاعتهم، فقال: علي والحسن والحسين وذريتهما عليهم السلام. ذكر ذلك أبو القاسم البستي في كتاب (( الباهر )).
Bogga 61