فصل [في الإمامة بعد الحسنين]
والإمامة بعدهما عليهما السلام لمن قام ودعى من أولادهما دون غيرهم من سائر الناس، وكان جامعا لشروط الإمامة غير مسبوق بداع مجاب، واختصوا بمنصب الإمامة لانعقاد الإجماع على صحتها فيهم، ووقوع الخلاف في غيرهم؛ لأن من قال: إن الأئمة في قريش. فهم خيرة الخيرة من قريش، ومن قال: إنها في سائر الناس كالخوارج فهم خيرة الخيرة من الناس، فما يخطي القائل بأنها فيهم أحد من أهل الإسلام وفي غيرهم الخلاف، هذا مع النصوص على اختصاصهم بمنصبها، ولم يصح نص في غيرهم قال تعالى: ?ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير?[فاطر: 32]، وقد أجمع أئمة العترة عليهم السلام على أن هذه الآية في أهل البيت عليهم السلام، فالسابق بالخيرات هو الإمام الشاهر لسيفه في جهاد أعداء الله، والمقتصد هو: المقتصد في علمه، المؤدي إلى الله فرضه، المقيم لشرائع دينه، المتبع لرضا ربه، المؤثر لطاعته. والظالم لنفسه باتباعه لهوى نفسه وميله إلى لذته، هكذا حققهم الهادي عليه السلام في مجموعه.
Bogga 60