الجواب: (( وناهيك بقوله بأن التمسك بهذه الآية أقوى من التمسك بغيرها برهانا على ضعف الأدلة التي يتمسكون بها فإن هذا الاستدلال لايعدو أن يكون كملاحقة سراب {بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا}(1) فإن القراءة التي ادعاها لم تثبت. فقد راجعت كتب القراءات وكتب التفسير المعنية بنقل القراءات فلم اجد لها ذكرا بل لم يذكرها الفخر الرازي نفسه في تفسيره لهذه الآية، وعندما ذكرها في سورة الأنعام لم يعزها إلى أحد، ولو سلمنا أنها قراءة واردة فهي من القراءات الشاذة التي قال جمهرة من المحققين بأنها لاتكون حجة في المسائل الفقهية الفرعية، فكيف تكون حجة في المسائل القطعية الاعتقادية(2).
الدليل السابع:
قوله تعالى: {تحيتهم يوم يلقونه سلام}(3)، وقوله تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}(4)، إلى غير ذلك من الآيات التي ذكر فيها اللقاء، وفسروا اللقاء بالرؤية.
والجواب: إن تفسير اللقاء بالرؤية خطأ لأن اللقاء أعم من الرؤية فقد يكون في ما لايرى كما في قوله تعالى: {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه}(5).
ويقال مثلا: هل لقيت الملك؟ فيقال: لا، لكني رأيته على القصر. ويسأل أحدنا اخاه فيقول: هل لقيت فلانا؟ فيقول: لا لكني رأيته راكبا على السيارة داخلا إلى السوق، والأعمى يقول مثلا: لقيت فلانا وجلست بين يديه، ولايقول: رأيته، ومن الكلام المعهود عند العرب أن يقول قائلهم: لقيت من هذا الأمر شدة، أو فرجا ومخرجا، أو عسرا، او يسرا، او خيرا، او شرا. هذا من جهة.
Bogga 70