فالوصف والغاية والشرط معا ... أقوى مفاهيم وأجلى موقعا(1)
الدليل الخامس:
قوله تعالى: {على الأرائك ينظرون}(2)، قالوا: ينظرون إلى الله.
الجواب: إنه استدلال بما لادليل فيه، فإن غاية ما في الآية وصفهم بالنظر من غير ذكر للمنظور إليه، ومن المعلوم قطعا أنهم يتمتعون بالنظر إلى أصناف النعم وأنواع الغرائب التي تبهج نفوسهم، وتقر أعينهم، ولم يقل أحد من السلف أن المراد بالنظر في الآية هو رؤية الله، بل روى ابن جرير وغيره عن ابن عباس وقتادة وآخرين: أنهم ينظرون إلى أعدائهم في النار ساخرين منهم، وهذا الذي يقتضيه السياق وعول عليه المفسرون إلا من شذ منهم.
الدليل السادس:
قوله تعالى: {وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا}(3). استدل بها الفخر الرازي في تفسيره لسورة الأنعام مدعيا أن إحدى قراءاتها: {ملكا} بفتح الميم وكسر اللام، وقال: اجمع المسلمون أن ذلك الملك ليس إلا الله تعالى، وعندي أن التمسك بهذه الآية أقوى من التمسك بغيرها(4). انتهى.
Bogga 69