بالمذهب ولا سيما بهذه المسألة التي يهمه معرفتها. ولا يقال إنه ليس من لازم التمذهب أن يكون المرء عالمًا بالمذهب. فإنا نقول: ذلك في حق العامي، أما مثل أبى نصر الذي علم وفهم وفقه فيجدر به إذا كان حنفيًا أن يكون من علمائهم. والله تعالى أعلم.
عقيدته:
تقدم لنا في مبحث ثناء الناس عليه، وصف غير واحد له بأنه من أهل السنة وأنه علم من أعلامهم، وكتابه هذا خير شاهد على انتمائه لأهل السنة واتباعه للنصوص على مذهب السلف، فهو قد بين فيه في الفصل الثاني منه أن "أهل السنة هم الثابتون على اعتقاد ما نقله إليهم السلف الصالح ﵏ عن الرسول ﷺ أو عن أصحابه ﵃ فيما لم يثبت فيه نص في الكتاب ولا عن الرسول ﷺ لأنهم ﵃ أئمة وقد أمرنا باقتداء آثارهم واتباع سنتهم"١.
ثم بين في آخر الفصل أنّه على السنة، وأنّ خصومه على البدعة.
ثم أفصح عن منهجه في باب الاعتقاد، فقال في هذا الكتاب أيضًا: "وقبل كل شيء ينبغي أن يعلم أن اعتمادنا في المعتقدات أجمع على السمع فإذا ورد السمع بشيء قلنا به، ولم نلتفت إلى شبهة يدعيها مخالف"٢.
_________
١ الردّ على من أنكر الحرف والصوت (ق ١٠-آ) ص: ٩٦.
٢ الردّ على من أنكر الحرف والصوت (ق ٢٩-ب) ص: ١٥٣.
1 / 68