الحديث... ثم ذكر أبا نصر السجزي وعزا إليه١.
وفي هذا الكتاب نرى تعاطفه الشديد مع الحنابلة وشيوخهم٢ ودفاعه عنهم وإعجابه الشديد بالإمام أحمد ﵀ وتسليمه له بالإمامة والتقدم في الفقه والسنة إذ يقول فيه: "فأيد الله سبحانه بمنه أبا عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني ﵀ حتى قام بإظهار المنهاج الأول وكان جامعًا قد تقدم في الفقه فنظر في مذهب أبي حنيفة وسفيان أولا، ثم نظر في مذهب الشافعي واختار لنفسه ما وجده في الحديث وكان في معرفته مبرزًا شديد الورع متمسكًا بآثار السلف٣.
على أنه ليس في تعاطفه وإشادته بالإمام أحمد ودفاعه عن الحنابلة وشيوخهم ما يدعو للقول بأنه كان حنبليًا فقد يكون داعيه لذلك ما كان عليه الإمام أحمد وأصحابه من التمسك بالسنة والثبات عليها في المحنة.
ومن الأمور التي تدعونا على الأقل للشك في كونه حنفيًا: أنَّا نجده غير عالم بمذهب أبي حنيفة فعندما احتاج أن يعرف حقيقة مذهب أبي حنيفة في مسألة جواز قراءة الفاتحة بالفارسية٤، ذهب يسأل أبا جعفر النسفي، وأبا محمد الناصحي عن ذلك، فلو كان حنفيًا لكان ذا علم
_________
١ انظر: منهاج السنة١/٣١٧.
٢ الردّ على من أنكر الحرف والصوت (ق ٤٠-آ)، (ق ٥٢-ب) ص: ١٨٥، ٢٢٧
٣ الردّ على من أنكر الحرف والصوت (ق ٤٩-آ) ص: ٢١٥.
٤ الردّ على من أنكر الحرف والصوت (ق ٣٢-آ) ص: ١٥٧.
1 / 67