ولقد كان المذهب الحنفى سائدًا في سجستان موطن أبي نصر الأوّل، كما يقول أحمد أمين: " وأغلب أهلها- أي سجستان - على مذهب أبي حنيفة لا ترى من غيرهم إلا القليل"١.
فهل يكفي ذلك للدلالة على أن أبا نصر كان حنفيًا؟
الواقع أن أبا نصر ﵀ كان من أهل الحديث بل من أئمتهم والمقدمين فيهم، ولم يثبت انتماؤه إلى مذهب فقهي٢، لذا نرى شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ عندما يذكر مذاهب الناس في مسألة ويذكر قول الأحناف، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، يذكر أهل الحديث طائفة غير منتمية إلى أي من المدارس الفقهية المذكورة، ويذكر أبا نصر في أهل الحديث. فمثلًا عندما تكلم ﵀ عن مذاهب الناس في مسألة الحسن والقبح العقليين ذكر أقوال الأشاعرة، والحنابلة، والأحناف، والمالكية، والشافعية، ثم أشار إلى قول أهل الحديث فقال: قول طوائف من أئمة
_________
١ ظهر الإسلام١/٢٧٨.
٢ وقفت عند اعداد الكتاب للطبعة الثانية على إشارة غير موثقة للكوثري يزعم فيها أن أبا نصر السجزي وصاحبه السعد الزنجاني كانا ينتحلان مذهب الشافعي. انظر تكملته على السيف الصقيل ص ٢٠ حاشية رقم (٢) ولم يوثق قوله هذا، فلا يلتفت إليه فيما يتعلق بالسجزي خاصة وأما الزنجاني فمذكور في طبقات الشاقعية بخلاف السجزي فلم أقف على من ذكره في الشافعية، والله أعلم.
1 / 66