205

اتفاقا كالتماثيل وصور لا يجوز مشاهدتها إن كانت مستقلة ولها ظل وفي الجبل الذي غرب الساحل يمنة الماشي في الطلعة بلاد مسلاتة ذات زيتون كثير وزيته كاد أن لا تفرق بينه وبين السمن لا سيما الذي يضربونه في الماء وقد بين صفته الأخ السابق سيدي محمد الشريف وله أملاك هناك زاده الله فيها حتى يكون مشطرا لأهلها مع نفض اليد من الدنيا رأسا حتى تكون من الله وإليه وعلى هذه الحالة علمته الآن نعم مكنه الله من الزهد الحقيقي إذ الزهد على ثلاث مراتب زهد العامة في الدنيا فإنهم لا يفرحون إذا أتت ولا يحزنون إذا ذهبت وهذا الزهد أوجبه الله على كل مسلم وزهد الخاصة فإنهم يفرحون إذا ذهبت لأنها سم ويحزنون إذا أتت وأما الخاصة فلا يشاهدونها ذهابا واتيانا (1) لأنك إذا فرحت بذهاب أحد فليس ذلك إلا لكونه عظيما عندك وهذا معلوم في الشاهد وأخونا هذا غيبه الله عن الأكوان بمشاهدة المكون حقق الله لنا معه ذلك بمنه وكرمه أقول قال شيخ شيوخنا المذكور ما نصه عند ذكر ذلك الجبل الذي هو غرب ساحل حامد وفيه مسلاتة وغيرهم.

قال أبو سالم في رحلته وهو آخر الجبل الذي لا نظير له في الدنيا طولا وعرضا وخصبا وماء وقرى متصلة وعمرانا متراكبا وقبائل وافرة غالبها البربر وأوله من البحر المحيط أطراف السوس الأقصى ثم يمتد كذلك إلى أن يمر قبلي مراكش وهو المسمى جبل درن ثم يمتد كذلك إلى بلادنا ثم إلى أن يقارب البحر قرب تلمسان ثم لم يزل يساير البحر وإن كان يبعد عنه في بعض المواضع ويسمى في كل بلد باسم وربما تعددت أطرافه فيسمى كل طرف باسم إلى أن ينتهي هنا بأطراف برقة وقال صاحب تقويم البلدان أنه يمتد من أطراف السوس الأقصى من البحر المحيط إلى أن يبقى بينه وبين الإسكندرية خمس مراحل.

Bogga 222