وقد سلك في هذا التأليف مسلك أبي عبد الله ابن الحاج صاحب المدخل وابن أبي جمرة في شرحه لمختصر البخاري والشيخ عبد الكريم الزواوي في شرحه للوغليسية والشيخ الأخضري في قصيدته القدسية والشيخ زروق في عمدة المريد وكتاب البدع وغيرهم ممن بين أصل البدع وحوادث الأوقات وله أيضا كتاب في الطب وسمعت أيضا أن له شرحا على قصيدة البهلولي في أحكام العزية وقد استعرناه من ولده العلامة الفاضل والفهامة الكامل المحب الود في الله ومن أجله سيدي أحمد بن عبد الصادق من تونس لأنه قد سكن فيها وهو مدرس في المدرسة الباشية وغير ذلك من تآليفه رضي الله عنه وذلك السيد علي بن الصادق وقد زرنا قبره وأولاد وأصحابه وجيرانه وكل على خير وفضل وكرم وجود وحلم وعلم ومهما زرنا الشيخ إلا أحسن إلينا غاية الإحسان في الضيافة أغناهم الله غناء لا يتبعه فقر آمين بل ربما زادوا علف الدواب زادهم الله شرفا نعم بركة الشيخ ظاهرة عليهم ولا شك أن الشيخ قد أصابه وابل من أشياخه نسأل الله تعالى أن يمن عليهم بالوسع والتوفيق إذ فيهم غاية السخاء والتكلف بما لا يستطيعونه ولذا كان أخونا في الله طيب (1) الدين سيدي محمد (2) الشريف البلغيثي ثم النوفلي يستثقل زيارة الشيخ لما يعلم من وقوع أولاده في كلفة عظيمة فترك الزيارة حينئذ بهذه النية الحسنة زيارة ونحو اعتبرنا الظاهر فكان الحق معه علما منا بضعفهم وقلة ذات يدهم غير أن المعطي حي غني.
وقد ورد في الشرع المنع من أمور مطلوب فعلها لمشاهدة المحظورات كحضور الولائم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال من دعي إلى وليمة ولم يجب فقد عصى أبا القاسم غير أنها إذا كان فيها محرمات كاختلاط النساء والرجال أو آلة محرمة يحرم
Bogga 221