204

وقد سلك في هذا التأليف مسلك أبي عبد الله ابن الحاج صاحب المدخل وابن أبي جمرة في شرحه لمختصر البخاري والشيخ عبد الكريم الزواوي في شرحه للوغليسية والشيخ الأخضري في قصيدته القدسية والشيخ زروق في عمدة المريد وكتاب البدع وغيرهم ممن بين أصل البدع وحوادث الأوقات وله أيضا كتاب في الطب وسمعت أيضا أن له شرحا على قصيدة البهلولي في أحكام العزية وقد استعرناه من ولده العلامة الفاضل والفهامة الكامل المحب الود في الله ومن أجله سيدي أحمد بن عبد الصادق من تونس لأنه قد سكن فيها وهو مدرس في المدرسة الباشية وغير ذلك من تآليفه رضي الله عنه وذلك السيد علي بن الصادق وقد زرنا قبره وأولاد وأصحابه وجيرانه وكل على خير وفضل وكرم وجود وحلم وعلم ومهما زرنا الشيخ إلا أحسن إلينا غاية الإحسان في الضيافة أغناهم الله غناء لا يتبعه فقر آمين بل ربما زادوا علف الدواب زادهم الله شرفا نعم بركة الشيخ ظاهرة عليهم ولا شك أن الشيخ قد أصابه وابل من أشياخه نسأل الله تعالى أن يمن عليهم بالوسع والتوفيق إذ فيهم غاية السخاء والتكلف بما لا يستطيعونه ولذا كان أخونا في الله طيب (1) الدين سيدي محمد (2) الشريف البلغيثي ثم النوفلي يستثقل زيارة الشيخ لما يعلم من وقوع أولاده في كلفة عظيمة فترك الزيارة حينئذ بهذه النية الحسنة زيارة ونحو اعتبرنا الظاهر فكان الحق معه علما منا بضعفهم وقلة ذات يدهم غير أن المعطي حي غني.

وقد ورد في الشرع المنع من أمور مطلوب فعلها لمشاهدة المحظورات كحضور الولائم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال من دعي إلى وليمة ولم يجب فقد عصى أبا القاسم غير أنها إذا كان فيها محرمات كاختلاط النساء والرجال أو آلة محرمة يحرم

Bogga 221