============================================================
وقال ابن مسعود رحمه الله في هذا الحديث : ومن اطلع الحجاب واقع ما وراءه، اي من عمل بالشهوات المحرمات واقع النار ، ومن لم يطلع الحجاب كان بينه وبين النار حاجزا وساترا فلم يدخله، ومن لم يطلع حجاب النار فمأواه الجنة برحمة الله عز
وجل، وكذلك يقول: {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن اهوى إن الجنة هي المأوى) (1).
ومن ذلك قول النبي عالله : " إن الله تبارك وتعالى خلق النار، فقال لجبريل : اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، فقال : وعزتك لا يسمع بها احد فيدخلها . فحفها بالشهوات، ثم قال : اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها فقال : وعزتك لقدخشيت أن لا يبقى أحد إلا دخلها، وخلق الجنة، فقال لجبريل : إذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها فقال : وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها، فحفها بالمكاره، ثم قال : اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، فقال : وعزتك لقد خشيت ألا يدخلها أحدد" (2) .
فمن ترك ما بهوي قلبه وتشتهيه نفسه مما كره ربه، فقد احتجب عن النار واستوجب الحلول في جوار الله.
والأعمال التي أمر الله بها وندب إليها أكثرها ممل للقلب ، متعب للجوارح، أوا مشغل عن أضداده من اللذات . وذلك كريه في الطبع ثقيل على النفس .
و كذلك يقول الله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم) (2).
مسنده، كتاب الرقاق 117. والامام احمد في مسنده 260/2، 333، 354، 354، 380، 153/3، 254، 284. وأخرجه ابن المبارك في الزهد ص 229، 325.
(1) سورة النازعات، الآية: 40.
(2) أخرجه : الترمذي في سننه، كتاب الجنة، باب 21 . والنسائي في سننه ، كتاب الايمان 3 ، والإمام آحقد بن حنبل 33/2، 332، 333، 354، 373.
(3) سورة البقرة، الآية: 16..
Bogga 60