============================================================
يوقفه فيه ويسائله (1) عما كان منه، وثوابا وعقابا يصرفه من بعد السؤال إلى أحدهما، ثم يجل فيه مخلدا إلا ما شاء الله الملك الكريم من بعد التخليد في العذاب الأليم.
فهذا إقرار بالايمان في قلبه قد زايل به الجحد، وصدق به الرب عز وجل والقلب بالشهوات مشغول عن الفكر، والرين (2) له مانع عن الذكر إلا الخطرة (2) يج من الاييمان بذكر المعاد، ثم لا تجد موضعا تستقر فيه ، لما غلب على قلبه من القسوة، وتتابع فيه من الغفلة ، فقلبه هائح باشتغال الدنيا لا يلزمه ذكر التخويف لا ولا يتفرغ للفكر ولا يجد حلاوة للذكر .
وكيف يكون للذكر فيه مستقر، والأشغال تنازعه والغفلات تغلب عليه؟ فهذا حتاج إلى ما يجل به عقود الابمرار من قلبه، فيتوب إلى ربه من ذنبه، فيلحق بصاحببيه اللذين من قبله : الناشىء على غير صبوة، والمنيب بالتوبة إلى خالقه تعالى.
باب ما يبعث العبد على التوبة وترك الايصرار قلت: فما الذي يبعثه على التوبة وترك الاصرار؟
قال : الذي يحل به إصرار قلبه ، ويتحول به عن خطئه وذنبه (4) الخوف والرجاء لربه؛ لأن الله نهاه عما يهوى قلبه وتشتهيه نفسه، فجعله للطبع موافقا خفيفا وفي المباشرة لذيذا . وكذا روي عن المصطفى له أنه قال : "حفت النار بالشهوات" (5) فأخبر: أن العمل الذي يدخل به عامله النار : شهي في النفوس . ل (1) في ط: ويسأله.
(2) في ا: والران.
(3) في ط: إلا الخطوة، خطأ (4) في ط: خطاياه وذنوبه.
(5) آخرجه : مسلم في صحيحه، كتاب الجنة، ج1، وأبو داود في سننه، كتاب الجنة، باب 22 والترمذي في سننه ، كتاب الحجنة، باب 21 . والنسائي في سننه ، كتاب الايمان باب 3 . والدارمي في
Bogga 59