============================================================
و كذا رورى أبو هريرة عن النبي ، أنه قال : يقول الله عز وجل: " يابن ادم إن تقربت إلي فترأ تقربت إليك شبرا، وإن تقربت إلي شبرا تقربت إليك ذراعا، وإن تقربت إلي ذراعا تقربت إليك باعا، وإن أتيتني سعيا أتيتك هرولة"(1)..
وإنما هذا على حسن المعونة، وسرعة الاجابة والهداية بالسداد والتوفيق ل و الاكتناف بالعصمة فما يلبث (2) هذا التائب إلا يسيرا حتى يقبل الله عز وجل عليه بمعونته (2) فيغلب على هوى نفسه (4) ، ويقوي منه ضعفه، ويميت منه دواعي شهواته، فيقهر العقل منه الهوى، ويغلب العلم منه (على) (5) الجهل ، ويسكن قلبه الخوف (والحزن) (3) والهم، ويواصل فيه الأحزان بعد طول هوه، واتصال أفراحه بالدنيا، كلما ذكر ما كان منه من ذنوبه هاج خوفه، وغلب همه وطال حزنه، فإذا غفل عن الذكر سها عن الفكر ، نازعته نفسه فمال إلى بعض الزلل الذي لم يعر من مثله الصالحون عند غغلاتهم وسهوهم.
م يرجع إلى الله عز وجل بقلب طاهر من الرين (7) والدنس، قد فطمه عن (1) آخرجه : البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، باب 15، 50. ومسلم في صحيحه، كتاب الذكر، 30، 21، 32، وكتاب التوبة، -1. والترمذي في سننه، كتاب الدعوات، باب 131.
وإبن ماجه في سننه، كتاب الأدب، باب 58 . والإمام أحمد بن حنبل 413/2، 435، 480، ،169،155 ،153/6 ،373 ،130 ،127 ،122 ،40/3 ،534،524،509،482 .351 وأخرجه: ابن المبارك في الزهد برواية أخرى عن أبي ذر ، ونصها: " قال رسول الله م : يقول الله: من عمل حسنة فله عشر آمثالها، ومن عمل سيئة فجزاء مثلها، أو أغفر، ومن عمل قراب الأرض خطيئة ثم لقيني لا يشرك بي شيئا جعلت له مثلها مغفرة، ومن اقترب إلي شبرا اقتربت اليه ذراعا، ومن اقترب إلي ذراعا اقتربت إليه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة" .
(2) في ط: فلم يلبث.
(3) في ط: بمعونة.
(4) في ط: فيغلب له صبري نفسه.
(5 - 6) سقط من ط.
(7) في 1، ب: الران.
58
Bogga 57