============================================================
حقوق الله عز وجل عليه خفيفة لطول عادته للقيام بها ، وتركه الركون إلى أضدادها، قليل مكابدته، ومجاهدته ، طويل بالله عز وجل شغله واشتغاله .
وآخر تائب من بعد صبوته، وراجع إلى الله سبحانه عن جهالته ، ونادم على ما سلف من ذنوبه في آيامه، قد أعطاه العزم أن لا يعود إلى تضييع شيء من فرضه، ولا يعاود شيئأ(1) مما سلف من ذنوبه، والنفس معه تنازعه إلى عادتها، لترده برغبتها إلى لذتها، وهويقمعهاويجاهدها، ويخوفها عواقب ما كان منها، وعدو يذكرها ما فاتها (من لقائها) (2) ويدعوها إلى ما تركت من شهواتها ، وهو يذكرها قبيح ما كان منها، ويعظم منة الله عز وجل عليها بنقلها(2) عما يسخط به ربها عليها، فلم يلبث (4) إلا قليلا، أن صدق الله عز وجل في مجاهدته ، وأمسك نفسه عن الشهوات التي تنقص عزمه - حتى يمده الله عز وجل بمعونته ، فيسهل عليه سبيل الطاعة كما ضمن لمن أناب إليه فقال عز وجل: (والذين جاقدوا فينا لنهدينهم سبلنا )(5)، (والذين اهتدوا زادهم دى وآتاهم تقواهم))(6)، وقال عز وجل: (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا، وإذا لاتيناهم من لدنا أجرا عظيما ولهديناهم ا اه ا ا اد د د اد و م عل يتقرب إليه؟ ويتحبب إلى من يتبغض إليه، فكيف بمن يتحبب إليه؟ .
(1) في ط: ولا معاودة.
(2) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط (3) في ط: بنقاطها.
(4) في ط: فما لبث.
5) الآية : سقط من ط، وذكرها محققها في الهامش على أنه تقوية للمعنى . سورة العنكبوت، الآية: (6) سورة محمد، الآية: 17.: (7) سورة النساء، الآية: 66، 67.
(8) في ط: نهارأ تحريف.
57
Bogga 56