============================================================
به ويعظم قدره عنده لأن التعجب() على وجهين: أحدهما : المحبة، بتعطيم قدر الطاعة، والسخط بتعظيم قدر الذنب في الجراة والوجه الثاني (2) الاستكثار للشيء ، وإنما يعجب استكثارا للشيء، والجاهل الذي لم يكن يعرف الشيء، فلما رآه استكثره وتعجب منه ، وجل الله تعالى (2) عن هذا الوصف، وإن كان قد قرأ بعض القراء: " بل عجبت (ويسخرون) (4)" فليس هو على الاستكثار لما لا يعلم، ومعنى قوله : يعجب ربك للشاب ليست له صبوة. أي : إن الله عز وجل محب له ، راض عنه ، عظيم قدره عنده (5) .
وروى في بعض الحديث عن شريح: " أن للشاب الناشىء على عبادة ربه ومحبته آجر سبعين صديقا" (3).
وروى معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي له ، أن الله عز وجل يقول : أيها الشاب الباذل شبابه لي ، التارك شهوته من آجلي، آنت عندي كبعض م لائكتي" (7) فمن أطهر من هذا قلبا؟ أو من أولى بالمعونة والتوفيق ممن لم يرتكب الذنوب عند بلوغه، ونشأ على طاعة ربه وعبادته، واعتاد القيام بحقه، فرعاية (7) واخرجه بلفظ: " إن الله يحب الشاب ليست له صبوة" تمام في فوائده، والفضاعي في مسنده ، وفي إسنادهما ابن هيعة . وأخرجه آحمد وابي يعلى وستده حسن، وضعفه إبن حجر لأجل إبن هيعة .
وأورده السخاوي في المقاصد الحسنة، وأخرجه الطبراني من حديث عقبة بن عامر . آنظر : (احياء علوم الدين 49/4) .
(1) في ط: العجب.
(2) في أ، ب : الآخر.
(3) في ط: وجل الله جل جلاله عن ...
(4) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط (5) لعل هذا التأويل هو مما أغضب المعاصرين للمحاسي عليه .
(6) اخرجه: ابن المبارك في الزهد .
(7) أخرجه: آبو نعيم في الحلية 237/5، وإبن المبارك في الزهد عن يزيد بن ميسرة. ص 117 ج (8) في ط: أو رعاية.
Bogga 55