============================================================
وأنا أرجع (1) إليك بجواب مسألتك عن الرعاية لحقوق الله عز وجل، والقيام بها، واختلاف الناس في طلبها على قدر ضعفهم وقوتهم، لتنظر في أي حال أنت منها، فتعمل على حسب ذلك إن شاء الله.
باب اختلاف الناس في طلب التقوى وفي رعاية الأعمال لله تعالى الرعاية ما هي (2)؟
اعلم أن الناس مختلفون في ذلك على ثلاث منازل، لا رابع ها: فمهم من نشأ على الخبر لا صبوة له إلا الزلة عند السهو (2) ، كالزلة التي لم يعر من مثلها النبيون والصديقون، ثم يرجع إلى قلب طاهر لم تعتوره الشهوات، ولم يعتد الذات (4) من الحرام، ولم تعتقبه الذنوب، ولم يعله الران (5) ، ولم تغلب عليه القسوة.
فرعاية حقوق الله عز وجل، والقيام به على هذا أسهل، والمحنة عليه أخف ودواعي النفس له أقل وأضعف، لأن قلبه طاهر، والله عز وجل عليه مقبل ، وله حب ومتول، والولي لا يخذل وليه، والحبيب لا يسلم إلى الهلكة حبيبه .
وقد جاء في الحديث : " يعجب ربك للشاب ليست له (3) صبوة" (7) أي : يسر (1) في ط: وأني أرجح، وقد جاء قبلها عنوان (باب الرعاية) ولا وجود له في الأصول المخطوطة . (2) في ط: باب منازل التوابين.
(3) في ط: الشهرة، ولا يتفق مع السياق.
(4) في ط: يغتذ اللذات.
(5) في ط: ولم يعل قلبه الرين.
(6) في ط: ليست به.
(7) أخرجه: إبن المبارك في الزهد عن أبي عشانة المعاقري أنه سمع عقبة بن عامر يقول:... وذكره .
آنظر: ص 118 ح 349.
55
Bogga 54