============================================================
يظلمون)(1) قال: فقال الحسن {إنا لله وإنا إليه راجعون)(2) آية من كتاب اله جل وعز، كأني ما سمعت بها إلا الساعة يسترجع على غفلته ونسيانه .
وفيما يحكى عن الله تعالى، أنه قال لموسى: "يا موسى صرح الكتاب إليك بما أنت إليه صائر" فكيف ترقد العيون على هذا ، أم كيف يجد قوم لذاذة العيش لا لولا التمادي في الغفلة ، والتتابع في القسوة؟ ومن دون هذا جزع (2) الصديقون ، فقد
صرح الكتاب بما إليه المصير، فقال: {واتقوا. يوما ترجعون فيه إلى الله)41) وقال تعالى: {فوربك لنسالنهم أجمعين عما كانوا يعملون) (5).
فقد سترت الغفلة بيننا وبين أعمال الآخرة، وصلبت القسوة قلوبنا على وعيد اله عز وجل، وطمس الران على (2) بصائرنا عن ثواب الله جل وعز، وعقابه وأمره وأحكامه، وذلك أنا عطلنا قلوبنا من فكر الآخرة، فغلبت عليها فكرة الدنيا فأشغلتها (7)، فنسينا أنفسنا؛ لأننا نسينا النظر لها .
وكذلك قال الله عز وجل: نسوا الله فأنساهم أنفسهم)(8). فسره المفسرون: أنساهم النظر لها.
فأول البلية تعطيل القلوب من فكرة وذكرها، وعن ذلك يكون السهو ثم النسيان م الغفلة ثم التضييع لأمر الله عز وجل، ثم مواريث السوء من الران والقسوة اللذين يحجبان عن الآخرة، فنعوذ بالله من مواريث السوء على أعمال السوء.
و إنما قدمت إليك هذا الكلام قبل إجابتي إياك عن سؤالك عن رعاية الأعمال لهه عز وجل، واختلاف الناس في طلبها على قدر ضعفهم وقوتهم ، لينفسح لفهم الاجابة صدرك، وليرق ويخشع للقيام بالرعاية قلبك ، وليبعثك على الترغيب في طلبها.
(1) سورة البقرة، الآية: 381.
(5) سورة الحجر، الآية: 92.
(2) سورة البقرة، الآية: 156.
(6) في ط: وعمى الرين بصائرنا.
(7) في ط: فكر الدنيا فشغلها.
(3) في ط: يچزع.
(4) سورة البقرة، الآية: 281 .
8) سورة الحشرة، الآية: 19.
Bogga 53