باب الكلام في فساد التقليد
اعلم أن حد التقليد هو قبول قول الغير بلا دليل وحجة، فإذا ثبت حده فهو باطل؛ لأنه لو لم يكن باطلا لم يكن تقليد المحق أولى من تقليد المبطل؛ لأنه قبل النظر لا يعلم المحق من المبطل، والقديم تعالى نصر قولنا في سورة البقرة فقال:
ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير إنك إذا لمن الظالمين (1).
وقال في سورة آل عمران: فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون (2).
وفي سورة الأنعام: قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها (3).
وقال تعالى في سورة يونس: وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا (4).
وقال تعالى في سورة بني إسرائيل: ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع
Bogga 72