في نصف رجب سنة ستين وستمئة وردت جماعة من البغاددة، مماليك الخليفة الذين كانوا تأخروا في بلاد العراق بعد قتل الخليفة، ومقدمهم الأمير شمس الدين سلار، فالتقاهم السلطان بالإحسان، وأعطي الأمير شمس الدين سلار خمسين فارسأ في الشام، نصف مدينة نابلس، ثم غيره له، وأعطاه طبلخاناه. بمصر ؛ فلما شاهد إحسان السلطان كتب إلى من تأخر من خوشداشيته، وإلى أصحابه من خفاجه، يعلمهم بالحال كما قال الله تعالى: «يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني مین المكرمين » .
وكان قد جرى من الأمير سيف الدين قليب البغدادي المستنصري أمر أوجب اعتقاله، بعد أن كان السلطان أعطاه الاقطاعات العظيمة، له ولولده، فلما كان في بعض الأيام افتكره السلطان وعلم أنه لعظم ذنبه لم يجسر أحد من الأمراء يشفع فيه عنده، وأن الأسباب انقطعت عنه، فأطلقه بغير شفيع، وجعله يلعب معه الكرة، وشاهده البغاددة الواصلون على هذه الحالة، فدعوا للسلطان وشکر وا حلمه .
وفي شعبان سنة ستين وستمئة ، وصل الأمير سيف الدين الكرزي، والقاضي أصيل الدين خواجا إمام، رسولات السلطان اللذان کانا توجها إلى الأنبر ور، وصحبتهما كتابه، ويذكر انه انه اهتم بهما اهتماما عظيمة، وأحضرهما ساعة الوصول قبل أن يستريحا، وأن الانبر ور تجمل لهما تجملا عظيمة، وعرضت عليه الهدية، فأعجبته الزرافة إعجابا
Bogga 124