ذكر الصلح مع صاحب الكرك
كان السلطان لما ملكه الله قد ترددت بينه وبين الملك المغيث. صاحبها، عدة رسائل ؛ وكان الملاك المغيث قد سير في الباطن إلى جماعة من الشهر زورية، واستمالهم اليه، وهربوا إلى الكرك ؛ وكان السلطان قد سير عسكرا مقدمه الأمير شجاع الدین طغربل الشبلي" إلى جهة الشوبك فأغاروا على البلاد مرة بعد مرة، وعسكر السلطان يردهم، ويصدهم، ولما كثر ذلك جرد السلطان الأمير جمال الدين المحمدي، وتوجه إلى الكرك يحاصرها، فنزل عليها، وضايقها، ثم رحل عنها إلى جهة حلب ، على ما ذكرناه.
ولقد قال السلطان : «والله ما قصدته بسوء حتي ابتدأ به، وسير إلى بلادي أفسد الشهر زورية، واستعان بهم على فساد». وشرع السلطان في تجهيز عسكر آخر، فوردت رسل صاحبها إلى الخليفة يسأله الشفاعة، فكتب إلى السلطان وشفع، وعاود فقبل شفاعته، ولم يسير أحدة، وسير الخليفة رسولا" صحبة رسول السلطان. ولما خرج السلطان إلى جهة الشام وردت الرسل من جهته، ولم يتقرر حال، والوافدون من جهته تتواصل، وأهل البلاد يطلبون رضى السلطان.
Bogga 122