ولعب السلطان في ميدان دمشق، فرأيت في خدمته جماعة من الملوك، وهم : الملك الصالح، صاحب الموصل ؛ الملك المجاهد، صاحب الجزيرة والملك المظفر، صاحب مسنجار، الملك علاء الملك ؛ الملك الأشرف، صاحب حمص، عمه الملك الزاهر بن أسد الدين ؛ الملك المنصور، صاحب حماه، وأخوه الملك الأمجد تقي الدين بن الملك العادل أبي بكر، الملك المنصور والملك السعيد والملك المسعود أولاد الصالح اسماعيل والملك الأمجد وإخوته أولاد الملك الناصر داود ؛ الملك الأشرف ابن اقسيس، الملك القاهر بن المعظم، وجماعة كبيرة منهم ؛ وهذا ما لا رآه مالك آخر. حكى ابن الأثير في تاريخه ، قال : « ركب السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب - رحمه الله ! - في بعض الأيام، فعضده رجل كان في خدمته من السلاجقة، وعدل ثيابه رجل من بيت أتابك، فرآه رجل فقال : «ما بقيت تبالي بالموت بعدها يا بن أيوب، سلجوقي يعضدك وأتابكي يعدل ثيابك » فأين هذا القائل يشاهد السلطان، وهؤلاء الملوك في خدمته ؟
ذكر الغارة على العرب والفرنج
لما وصل السلطان إلى الشام جرد الأمير جمال الدين المحمدي، وجرد معه جماعة من العسكر المنصور، ورسم له بالإغارة على بلاد الفرنج ؛ فساقوا، ونهبوا وكسبوا وعادوا سالمين. وجرد جماعة من البحرية، وكم الخبر ؛ وكان السلطان بلغه أن جماعة من عرب زبيد قد كثر فسادهم، وأنهم مخالطو الفرنج، ويدلونهم على عورات المسلمين، فساق الجماعة اليهم، فانتهبوا أموالهم، وذبحوا منهم جماعة، وكفى الناس شرهم .
Bogga 120