وشرع السلطان في جمع الأسارى، وسير هم حفظا للعهد، إلى مدينة نابلس، والفرنج بكاسرون في أمر الأسارى من يوم إلى يوم، ولما طال ذلك رسم السلطان بنقل الأسارى إلى دمشق، واستعمالهم في العمائر. وتعلل الفرنج بالعوض عن زرعين، فأجابهم السلطان : « انكم أخذتم العوض عنها في الأيام الناصرية، من مرج عيون، وقابضتم صاحب تبنين مواضع، والمقايضة في أيديكم، فكيف تطلبون العوض مرتين ؟ فإن كنتم باقين على العهد، وإلا فما لنا شغل إلا الجهاد ». فوردت كتبهم يتنصلون، وبقي الحال موقوفة.
ذكر ما فعله في الشام
لما دخل السلطان إلى دمشق جهز الخليفة - كما ذكرناه - والملوك
لهم بخفر البلاد، وألزمهم حفظها إلى حدود العراق وفوض إلى الأمير علاء الدين الحاج طی بر س الوزيري نيابة السلطنة بالشام وولي القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان، على ما ذكرناه.
Bogga 119