لما توجه السلطان إلى جهة الشام سیر سیر جوان دبلين، كنديافا، يبذل الطاعة، وحمل الإقامات. وكان السلطان وجماعة من الأمراء قد بعثوا شيئا عظيمة من الشعير والدقيق في البحر، من جهة دمياط إلى يافا ؛ ولما وصل السلطان إلى العوجا سير کنديافا يسأل الأمان للحضور إلى الدهليز، فساق الأتابك اليه فأخذه وحضر به فأكرمه الساطان، وكتب له منشورة ببلاده، ورده مسلمة إلى مدينته.
ولما استقرت الأخبار عند الفرنجية بقدوم الركاب الشريف بعثوا الإقامات العظيمة، وبعثوا رسلهم يهنون السلطان بالسلامة. ولما وصل إلى دمشق حضر رسول من جهة عكا يسأله أمانا للرسل، المتوجهين من البيوت كلها، فكتب إلى والي بانياس بتمكينهم فحضر أكابر الفرنج، والتمسوا الصلح، فتوقف السلطان عليهم، وطلب منهم أمور كثيرة، فلما امتنعوا زجرهم السلطان وأهانهم. وكان العسكر قد توجه للغارة على بلادهم من من جهة بعلبك، فسألوا في رجوعه، واتفق غلاء الأسعار بالشام، وان كثرة الحلب انما يكون من بلاد الفرنج، فتقرر الصلح على ما كان الأمر عليه إلى آخر الأيام الناصرية، واطلاق الأسارى من حين انفصال الأيام المذكورة إلى وقت الهدنة، وتوجهت الرسل معهم لأخذ العهود عليهم. وكذلك تقررت الهدنة لصاحب يافا، ومتملك بيروت على حكم الأيام الناصرية إلى آخرها. وأمنت السبل، وكثر الجلب.
Bogga 118