ووصلت كتب ألبرلي يسأل الصلح، وسير الأمير علم الدين جلم الأشرفي، ومعه كفنه وسيفه، ويقولون أنهم اندفعوا قدام العسكر طاعة ؛ فكتب اليهم بأطابة قلوبهم. ووصل الأمير علاء الدين إلى حماه، فأقام بها. وورد کتاب البر لي يعتذر من رجوعه، وأنه ما رجع الا طائعة، وأن الأمير علاء الدين انفصل عن حلب اختيارة منه، ولو أقام لما قصده أحد. وتوالت كتبه بالاعتذار، واستأذن في توجهه إلى الموصل، والسلطان يغلظ له وقتأ، ويلين وقتا آخر.
وجرد السلطان العساکر صحبة الأمير شمس الدين سنقر الرومي لنجدة الموصل، وأنفق فيهم المال. وبلغ البر لي الخبر فسار إلى جهة. سنجار، والتقى التتار، وكان ما قدره الله من خذلانه، وذلك أنه سار وأهل البلاد يدعون عليه لما فعله معهم، من نهب الأموال، واخراب البيوت، والنصر لا يكون إلا باطابة القلوب، والابتهال بالأدعية، وبسط العدل، ولا أفلح من ظلم، ولا صر من دعي عليه. ووصل العسكر المنصور إلى دمشق، واستصحب عسكرها، وسار إلى جهة حلب.
ومن ذلك : حضور الملوك إلى الساطان بدمشق ومصر :
الملك الصالح صاحب الموصل :
فكتب السلطان إلى نواب دمشق بالمبالغة في خدمتهم، وعبيت لهم الإقامة من دمشق إلى مصر ؛ فوصل في شعبان سنة تسع وخمسين وستمئة، وتلقاه السلطان [
Bogga 114