ذكر ما اعتمده السلطان في حركته إلى الشام سنة تسع وخمسين وستمائة، وصلح الفرنج
قد ذكرنا توجه السلطان صحبة الخليفة، وجرت أمور في أثناء ذلك، منها : أنه لما توجه الأمير علم الدين الحلبي عائدة إلى دمشق بقيت حلب خالية، فحضر البر لي وجماعته [ اليها ] ؛ وسير الحلبي رسولا منه إلى السلطان يبذل له الطاعة، فأبي السلطان إلا حضوره إلى الخدمة. ووصل السلطان إلى دمشق، فجرد العساكر - على ما ذكرناه - ولما بلغ البرلي ذلك انفصل عن حلب، وسار العسكر، فوصل إلى حلب ؛ ورحل منها، ولم يزل سائقة إلى الفرات وعاد فأغار على بلاد أنطاكية، وكسب العسكر، وغنم، وحرق للعدو غلالا، ومراكب، وعاد العسكر. .
وكان السلطان قد رسم بتقليد ؟ بنيابة حلب للأمير علاء الدين البندقدار، فكتب، وأقام بها والبلاد في أشد ما تكون من غلاء الأسعار، وعدم الأقوات، فتضرر العسكر من عدم الأقوات ولم تمكنه الإقامة.
Bogga 113