154

============================================================

قال هرم بن حيان فقلت رحمك الله يا أويس وغفر لك كيف أنت ثم خنقتتى العبرة من حبى إياه ورقتى عليه لما رأيت من حاله حتى بكى وبكيت فقال وأنت فحياك الله ياهرم بن حيان كيف أنت يا أخي من ذلك على قلت الله، قال لا إله إلا الله سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا (1)، فقلت ومن أين عرفت اسمى واسم أبى وما رأيتك قبل اليوم ولا رأيتنى قال نبأنى العليم الخبير عرفت روحى روحك حين كلمت تفسى نفسك إن المؤمنين يعرف بعضهم بعضا ويتحابون بروح الله وإن لم يلتقوا وإن نأت بهم الدار وتفرقت بهم المنازل، قلت حدثنى رحمك الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال إنى لم أدرك رسول الله ة، ولم يكن لى معه صحبة بأبى وأمى رسول الله يلة، ولكنى قد رأيت رجالا رأوه ولست أحب أن أفتح على نفسى هذا الباب أن اكون محدثا أو قاضيا أو مفتيا في نفسى شغل عن الناس، فقلت أى أخي اقرأ علي آيات من كتاب الله تعالى أسمعها منك وأوصنى بوصية أحفظها عنك فإنى أحبك في الله فأخذ بيدى وقال أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم قال ربى وأحق القول قول ربى وأصدق الحديث حديث ربى فم قرا وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين وما خلقناهما إلا بالحق}(2) إلى قوله {العزيز الرحيم فشهق شهقة وأنا أحسبه قد غشى عليه ثم قال يا ابن حيان مات أبوك حيان وتوشك أن تموت أنت فإما إلى الجنة وإما إلى النار ومات أبوك آدم ومائت أمك حواء يا ابن حيان ومات نبى الله ومات إبراهيم خليل الله ومات موسى نجى الله ومات داود خليفة الرحمن ومات محسمد لة وعلى جميع الأنبياء ومات أبو بكر رضى الله عنه خليفة رسول الله للة ومات أخي وصديقي عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقلت له يرحمك الله إن عمر رضى الله عنه لم يمت قال بلى قد تعاه الناس ونعاه إلى ربى تبارك وتعالى ونعى إلى تفسى وأنا وأنت في الموتى ثم صلى على النبي ي ودعا بدعوات خفاف ثم قال هذه وصيتى إليك كتاب الله، نعى المرسلين، ونعى صالحى المؤمنين، فعليك بذكر الموت، ولا يفارقن قلبك طرفة عين ما بقيت، وأتذر قومك إذا رجعت إليهم، وانصح للأمة جميعا، وإياك أن تفارق الجماعة فتفارق دينك وأنت لا تعلم فتدخل النار ادع لى ولنفسك: ثم قال اللهم إن هذا زعم أنه يحبتى فيك وزارنى من أجلك فعرفنى وجهه في الجنة وأدخله على دارك دار السلام واحفظه في الدتيا ما دام حيا وأرضه من الدنيا باليسير واجعله لما أعطيته من نعسمك من الشاكرين واجزه عنى خيرا ثم قال السلام عليك ورحمة الله وبركاته لا أراك بعد اليوم يرحمك الله فإنى أكره الشهرة والوحدة (2) سورة الدخان: الآيتان 38، 39 .

(1) سورة الإسراء: الآية 108.

Bogga 154